خواطر فضيلة الاستاذ يحيى القويضى

بسم الله الرحمان الرحيم



من خواطر فضيلة الاستاذ يحيى القويضى
: ( التصوف ) التصوف سجود القلب على بساط التعظيم وسجود العقل على بساط التسليم وسجود الروح على بساط الانخلاع من ربقة الأجساد ... التصوف القيام بالأوامر والاجتناب للنواهى والاكثار من النوافل والتقلل من المباحات وصيانة الجوارح من هواجم الشهوات وطهارة القلب من آفات الالتفات ...فان آفات الالتفات أخفى أقفال القلوب ( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها ) ومن صفا من ال...التفات فقد صفا توحيده من الأوحال وثبتت له خالصة تجريد الأعمال واعلم أن من أعظم منن الحق على خاصته من الخلق أن يطرق حبه قلوبهم فتقشعر جلودهم وترق أفئدتهم وتفيض أعينهم تارة من لذائذ القرب وتارة من طوارق الجذب والحب أعظم حسنات المقربين ومن أجل شفعاء المذنبين وما خاب العاصى الذى طلبه فكيف يخيب العاصى الذى أحبه ؟ فلو أراد ردك ما ماحرك جارحتك الى مسألته وما ألهم لسانك الأدب فى طلبه و لو أراد خذلانك ما استعمل جرمك فى الاشتغال به وما شغل فؤادك بما يؤول اليه و لو أراد أن يغلق أبواب قبوله فى وجهك مافتح قلبك لطوارق محبته وما استغرق روحك فى جذبات مودته ولو أراد حرمانك من المواهب ما ساق قدميك الى دروب السائرين وما شوق باطنك الى مراتب السالكين ولو كنت من أهل الشقوة ما ألحقك بأهل الفتوة ولو كنت من المطرودين ما طمحت همتك الى منازل العارفين وما استشرفت نفسك الى مناهل اياك نعبد واياك نستعين ... فاذا امتن بحبه عليك فاياك وشهود النسبة اليك فحسناتك من احسانه وكراماتك من كرائم حنانه ومحبتك له من سوابق لطفه بك و سوابغ عطفه عليك وأنت أنت من حيث أنت ( ليس لك من الأمر شىء ) ( وما بكم من نعمة فمن الله ) ( وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ) ( الحمد لله الذى هدانا لهذا وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله ) فاذا فتح لك روزنة من مواهبه فاشتغل بحمده لا بحمد نفسك انما اجتباك بالمواهب لتشتغل عنك به لا لتنشغل بك عنه ... فتأمل أيها المريد !!!