ليكن في علم أحبتي أن العلم قسمان : علم بأوامر الله و علم بالله..
لما مات عمر رضي الله عنه قال ابن مسعود: مات تسعة أعشار العلم، فقيل له: أتقول ذلك وفينا جلة الصحابة؟ فقال: لم أرد علم الفتيا والاحكام إنما أريد العلم بالله تعالى،
وما فضل أبو بكر رضي الله عنه الناس بكثر صيام ولا صلاة ولا بكثرة رواية ولا فتوى ولا كلام، ولكن بشيء وقر في صدره كما شهد له سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم؛ العلم بالله وراثة و خصوصية من عند رسول الله...
ولقد مات سيد الخلق عن كثير من الصحابة رضي الله عنهم كلهم علماء بالله، أثنى عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليس بتقدمهم في الأحكام و الفقه و الإفتاء أو الخطابة بل بمعرفتهم الحق و سلوكهم طريق الآخرة ..و كذلك كان الكثير من الصالحين و الأولياء ممن تربوا على أيديهم و استنار بنورهم خلق كثير لم يكونوا من الفقهاء و المتكلمين في علوم الشريعة و الأحكام بل منهم من كانوا أميين و لكنهم كانوا علماء بالله عارفين به لا ينطقون إلا بالله من رآهم ذكر الله...
إن الحق لا يعرف إلا بالرجال نفعنا الله بصحبة العارف بالله شيحنا سيدي حمزة رضي الله عنه و أرضاه و جازاه عنا كل خير....

أبو دعاء رشيد الوكيلي