بسم الله الرحمن الرحيم
وفاة العارف بالله مجيزنا الشريف المعمر العارف بالله الشيخ المجاهد سيدي محمد بورقبة الشريف اليعقوبي الإدريسي الحسني أحد كبار أتباع الطريقة السنوسية بالجزائر عن عمر ناهز104 عاما
الحمدلله على الذي جذب قلوب أوليائه واصطفاهم وقرب منزلتهم لديه واجتباهم وجذبهم عن غيره وأشغلهم بخدمته فهم ممتثلون لأمره مجتنبون لنهيه سلك بهم أحسن المسالك ووقاهم من طريق المهالك وصلى الله على سيدنا محمدالذي من أجله تنوروا وبه صلحت سجاياهم وائتمروا وعلى اله وأصحابه المتبعين لهديه المجازين له عن أحسن ما أتاهم به عن ربه بكل حمد وثناء جميل ووقار وبذل أنفسهم والمال الجزيل
أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّـهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿٦٢﴾ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴿٦٣﴾ لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۚ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّـهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿٦٤﴾
( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون ( 30 ) نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون ( 31 ) نزلا من غفور رحيم ( 32 ) )
{ وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون } .
فعن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن النبي –صلَّى الله عليه وسلَّم- يقال: ((يَجِيءُ القُرْآنُ يَوْمَ القِيَامَةِ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ حَلِّهِ، فَيُلْبَسُ تَاجَ الكَرَامَةِ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا رَبِّ زِدْهُ، فَيُلْبَسُ حُلَّةَ الكَرَامَةِ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا رَبِّ ارْضَ عَنْهُ، فَيَرْضَى عَنْهُ، فَيُقَالُ لَهُ: اقْرَأْ وَارْقَ، وَيُزَادُ بِكُلِّ آيَةٍ حَسَنَةً)) [الترمذي(2915)، صحيح الترغيب(1425)].
و عن عبد الله بن عمرو –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: ((يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ: اقْرَأْ، وَارْتَقِ، وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا، فَإِنَّ مَنْزِلَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَؤُهَا))
[أبو داود(1464)، والترمذي(2914)، وابن ماجه(3780)، وهو في الصحيحة(2240)].
توفي شيخنا ومجيزنا الجليل الولي الصالح والنور الواضح والمسك الفائح الحسيب النسيب السيد الشريف المعمر بقية السلف وعمدة الخلف المعمر الشريف الحافظ لكتاب الله سيدي محمد بورقبة الشريف اليعقوبي الإدريسي الحسني الجزائري توفي في مستشفى ولاية تيارت بالغرب الجزائري وذلك يوم السبت بعد صلاة العشاء 15نوفمبر2014م الموافق ل 22محرم1436هجري بعد ان نطق بالشهادتين وبقيت أصبع سبابته اليمنى مرفوعة إلى السماء وكانت صلاة الجنازة عليه يوم الأحد 16نوفمبر 2014م الموافق ل23 محرم 1436هجري وذلك من بيته في مدينة تيارت حيث أعلن خبر وفاته عبر جرائد الجزائر وقناة النهار الجزائرية وهره الناس لتشييع جنازته المهيبة من كل حدب وصوب وقد حضرت غسله ودخلت عليه وكشفت عن وجهه الشريف وكان والله يتلألا نورا لامعا وحضر غسله بعد تكفينه شيخنا الجليل الشريف سيدي الشيخ امحمد شايب الذراع الشريف اليحياوي الحسيني شيخ الطريقة الرحمانية بمدينة الرحوية ثم خرجت جنازته من بيته حيث اجتمع حملة القران الكريم بتلاوة قصيدة البردة الشريفة ثم حملت جنازته بعد صلاة العصر من مقر بيته بالسيارات التي غطت ساحة المدينة إلى مقبرة تيارت الجديدة التي سميت باسم الشيخ محمد بورقبة ولما وصلنا المقبرة وجدنا الاف السيارت غطت ساحات المقبرة حيث اضررنا إلى حمل جنازته على الأكتاف ولما دخلنا المقبرة وجدنا الاف المشيعين ينتظرون جنازته المهيبة حيث ألق الكلمة التأبينية الشيخ الجيلالي فقيه مدير الشؤون الدينية والاوقاف لولاية عين الدفلى وتكلم عن خصال الشيخ الحميدة وتفانيه في خدمة القران الكريم ثم تكلم الكلمة التأبينية الثانية من بعده الإمام الشيخ بلماحي توفيق الفقير العلاوي الشاذلي في خطبة طويلة وبعدها تقدم للصلاة عليه حسب وصية الشيخ الراحل تقدم للصلاة عليه العارف بالله الشيخ الجليل سيدي امحمد شايب الذراع الشريف اليحياوي الحسيني شيخ الطريقة الرحمانية وكنت بجانيه وهو يؤم الاف المشيعين لجنازته المهيبة التي حضرها المشايخ والعلماء من كل حدب وصوب ودفن الشيخ في هذه المقبرة الجديدة التي سميت باسمه في مدينة تيارت توفي شيخنا الجليل سيدي محمد بورقبة السنوسي طريقة عن عمر ناهز104 عاما قضاها كلها في تعليم كتاب الله عزوجل ونشر تعاليم الطريقة السنوسية حيث سلك الطريقة السنوسية منذ صغره على شيخه العارف بالله سيدي محمد بن تكوك شيخ الطريقة السنوسية وكان سنده عالي جدا في الطريقة السنوسية كما حفظ القران كاملا شيخنا محمد بورقبة على شيخه محمد بن تكوك بزاويته بالعرعار بوقيراط قرب مدينة مستغانم وذكر لي انه حضر جنازة والد شيخه سيدي أحمد بن تكوك شيخ الطريقة السنوسية عام 1924م وكان عمره 10 سنوات ومسح الشيخ على رأسه الشريف ودعاله بحفظ القران وطول العمر كما ان شيخه محمد بن تكوك كان يحبه حبا جما وراض عنه حيث جعله معلما للطلبة بزاويته السنوسية حيث درس فيها القران الكريم وكان والد الشيخ بورقبة أيضا يحفظ نصف القران ثم لما رجع الشيخ محمد بورقبة غلى مدينته بتيارت كان يحفظ الطلب القران الكريم حيث تخرج على يديه الكثير من حملة القران الكريم وكان يصلي بالناس صلاة التراويح برمضان ويختم بهم الرقان كاملا غيبا عن ظهر قلب كما كان ورد من القران كل يوم وليلة كان يختم ختمة كاملة من القران ورغم تجاوز سنه المائة عام لم ينسى حرفا من القران وحفظ الله عقله من التخريف وكان يحافظ يوميا في المسجد العتيق على تلاوة قرائة الحزب مع الطلبة وقد زاره الرئيس الجزائري السيد عبدالعزيز بوتفليقة في حياته وكان الشيخ محمد بورقبة طويل القامة لحيته طويلة ووجهه أبيض مشربا بحمرة وكانت بنيته قوية وكان يزور والدي الراحل العارف بالله الشيخ سيدي محمد بن علال الشريف المشيشي الإدريسي الحسني القادري البودشيشي في بيتناكان دائم الزيارة له وكانت له محبة عظيمة مع والدي وكان الشيخ بورقبة يحفظ الشعر الملحون ويسرده من ذاكرته أمام والدي وكان يحبني محبة عظيمة وأجازني بجميع أسانيده ومروياته ولله الحمد وكان الشيخ محمد بورقبة هو اخر شيخ زار والدي الشيخ سيدي محمد بن علال وهو يحتضر يو الجمعة وقد حضر جنازته المهيبة وتأسف كثيرا على رحيله وبهذا تفقد الجزائر في عام واحد 2014م ثلاثة شيوخ عظام من أهل القران الكريم ومن أهل التصوف النقي ومن ال بيت النبوة الهاشمية وهم والدي الشيخ العارف بالله سيدي محمد بن علال المشيشي الشريف الإدريسي الحسني الجزائري الشاذلي القادري البودشيشي توفي الجمعة عن عمر ناهز93 عاما ثم توفي بعده صديقه الحميم الشيخ العارف بالله الشريف سيدي الحبيب مولاي البودخيلي القادري البودشيشي توف الخميس عن عمر ناهز87 عاما ثم توفي بعدهم صديق والدي الشيخ المعمر العارف بالله سيدي محمد بورقبة الشريف اليعقوبي الإدريسي الحسني السنوسي طريقة رحمهم الله جميعا وجمعهم في جنات الفردوس الأعلى مع جدهما المصطفى صلى الله عليه واله وسلم
مولده ..ولد الشيخ سيدي محمد بورقبة عام 1912م على الأصح وحسب شهادة ميلاده ولد عام 1916م والصحيح ولد عام 1912م وحفظ القران الكريم كاملا وعمره لم يتجاوز الخامسة عشرة سنة على شيخه سيدي محمد بن تكوك بزاويته السنوسية بالعرعر مستغانم ثم سلك الطريقة السنوسية على يديه وذكر لي شيخنا محمد بورقبة مشافهة عن مسار حياته أنه عاصر الشيخ محمد بورقبة ثلة من علماء لجزائر وصلحائها فكان يجتمع بالشيخ العلامة سيدي الطيب المهاجي والشيخ العلامة العارف بالله سيدي بوعبدالله المهيبوبي المتوفى سنة 1952م واجتمع أيضا بالشيخ القطب الرباني سيدي أحمد بن مصطفى العلاوي والشيخ عدة بن تونس والشيخ الشريف سيدي الحاج مكي الحسيني المتوفى عام 1936م شيخ الطريقة الرحمانية وعاصر كثيرا من المشايخ الكبار وقد ظهر على يديه كرامات عديدة
جهاده.. ذكر لي شيخنا محمد بورقبة انه شارك في الثورة التحريرية المباركة في الجزائر ضد المستعمر الفرنسي الغاشم وكان يدعم المجاهدين الجزائرين الأبطال باللباس والسلاح ويتبادل معهم الرسائل ولم يأخذ دينارا واحدا من الدولة الجزائرية على مشاركته في الجهاد بعد استقلال الجزائر إلى وفاته وكان يقول لنا تركت جزائي عند الله يوم لقائه
سفره للمغرب ...ذكر لي أنه لما سافر لمراكش بالمغرب الشقيق سنة 1942م اجتمع بكثير من العلماء الشرفاء الكتانيين
رحلته للحج..ذهب شيخنا لأداء فريضة الحج للمرة الاولى عام 1976م وعاد من الحج في بداية عام 1977مثم عاد مرة ثانية للحج سنة 1980م واعتمر مرتين أيضا
خدمته الإجبارية للعسكر ..ذكر لي شيخنا أنه خدم الخدمة العسكرية الإجبارية سنة 1936م إلى سنة 1939م ثم أرجعوه مرة ثانية إجباريا للخدمة العسكرية سنة 1941م إلى سنة 1946م ثم خدم الخدمة العسكرية مجبرا وذلك في مدينة ألمانيا وذلك سنة 1943م لمدة عامين ونصف
إشرافه على لجنة تصحيح المصحف الشريف...عملت وزارة الشؤون الدينية على لجنة تصحيح مصحف القران الشريف وكان شيخنا محمد بورقبة عضوا فيها حيث أشرف ينفسه على تصحيح مصحف القران الكريم برواية ورش عن نافع على كتابته بالرسم العثماني وكتب اسمه على المصحف الشريف مع أعضاء اللجنة المشرفة على المصحف الشريف
ويطول بي الحديث لوتكلمت عن شيخنا ومجيزنا سيدي محمد بورقبة رحمه الله تعالى
مات شيخناالوالد سيدي محمد بورقبة الشريف الإدريسي الحسني الجزائري رحمه الله وأعلى مقامه، والموت حق، لكن الدعوة مستمرة فالشيخ رجلٌ من أمةٍ إمامها سيد المرسلين محمد بن عبد الله الهاشمي صلى الله عليه وسلم، أمة خرج منها الأبطال والعلماء والأولياء فهو سليل بيت النبوة الهاشمية . وسلوانا أن نتذكر ما قاله حسان ابن ثابت رضي الله عنه في رثاء سيد الأولين والآخرين سيدنا وعظيمنا محمد صلى الله عليه وسلم:
إصبر لكـل مصـيبةٍ وتجلّدِ
واعلم بأن المرء غـير مخلّدِ
وإذا أتتك مصيبةٌ تشجى بها
فاذكرْ مُصابك بالنبيّ محمد
رحمك الله يا أيها الشيخ الطاهر، رحمك الله أيها المربي الفاضل والمرشد الكامل، لقد كنت أهلاً للأمانة وقمت بالمهمة خير قيام، وكنت جبلاً تتكسر تحته الصعاب اهنأ في قبرك يا مرشد الطريق فنهجك باقٍ مستمر، وصرحك ثابت شامخ، وسيبقى علمك فينا يا سيدي
رحمنا الله بك فرحمة الله عليك.
انعم واهنأ في برزخك والنعيم الموعود.
طبتَ حيًّا وطبتَ ميتًا
اللهم اجعله فى جنه الخلد التى وعدت المتقون بها كانت جزاءا مصيرا واحشره مع اصحاب اليمين واجعل تحته سلام من اصحاب اليمين.
* اللهم بشره بقولك " كلوا واشربوا هنيئا بما اسلفتم فى الايام الخاليه" واجعله من الذين سعدوا فى الجنه خالدين فيها واحشره مع المتقين الى الرحمن وفدا ؛ وبشره بروح وريحان وجنة نعيم يا رب العالمين.
وأخيرا أقول إن العين لتدمع وإن القلب ليخشع وإنا على فراقك ياشيخنا لمحزنون ولانقول إلا مايرضي ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون وموعدنا عند الحوض إنشاء الله رب العالمين
كتب هاته الترجمة المجاز منه خادم العلم الشريف عبد العزيز بن علال الحسني