عنْ أَبي هريرَةَ رَضِيَ اللّه عنهُ قال، قالَ رَسولُ اللّه صلى الله عليه وسلم : " كلُّ سُلامي مِنَ الناس عليهِ صَدَقَةٌ ، كلَّ يومٍ تطلعُ فيهِ الشمسُ قاَل. تعدلُ بينَ الاثنين صدقةٌ ، وتعينُ الرَّجُلَ في دابتِهِ فتحملُهُ عليها، أو ترفَعُ لهُ عليها متاعهُ صدقة. قال: والكلمـةُ الـطَّيبَـةُ صدقَـة، وَكـلُّ خُطوةٍ تمشيها إلى الصَّلاةِ صَدَقَة، وتميطُ الأذى عنِ الطريقِ صدَقة". متفق عليه. وهذا لفظ مسلم في كتاب الزكاة باب 16.
يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن على الإِنسان أن يتصدق عن كل عضو من أعضائه أو مفصل من مفاصل جسمه وذلك كل يوم قي مقابل ما أنعم اللّه به عليه من تلك الأجـزاء التي خلقهـا اللّه فيه فأحسن خلقها. ولو شاء لسلبها قدرتها فيصبح عاجزاً عن الحركة.
وليس المراد هنا الصدقة المالية فحسب، بل أشار بذلك إلى نوافل الطاعة وخصال الخير، ومثل لنا بالأمثلة الآتية:
الإصـلاح بين المتخـاصمـين أو المتهـاجرين أو الحكم بينهما بالعدل، صدقة، وذلك لما يترتب على الخصام أو العداوة من قبيح الفعال والأقوال.
وفي إعانة غيرك في ركوبه على دابته أو مساعدته على حمل متاعه عليها ونحو ذلك صدقة.
والكلمـة الطيبـة كالدعاء والثناء الحسن والسلام وتشميت العاطس وإجابة الدعوة وعيادة المريض ونحو ذلك مما يجمع القلوب ويؤلفها، صدقة.
وكل خطوة يخطوها المسلم إلى المسجد أو المصلى لأداء فريضة أو نافلة، صدقة منه على نفسه.
وهكذا إبعادك كل ما يؤذي المارّة في طريقهم من حجر أو شجر
أول شوك أو زجاج متكسر أو حتى أوراق محترمة لما فيها من أسماء اللّه تعالي أو كلامه أو أحاديثه صلي الله عليه وسلم فتنحيها عن الطريق حتى لا تهان ولا يأثم بسببها أحد ، كل ذلك صدقة منك على المسلمين ، ويجزئ عن ذلك كله ركعتا الضحى .
ومن هنا يتضح لنا أن الصدقة ليست قاصرة على بذل المال للفقراء . بل هناك أبواب للخير مفتوحة لمن أراد ذلك كإعانة المحتاج وإرشاد الضال وإسعاف المريض ونجدة المستغيث . والدلالة على الخير وتعليم الجاهل ، بل هناك ما هو أيسر من ذلك وأهون كالاستغفار والتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير والصلاة على النبي صلي الله عليه وسلم وقول لا حول ولا قوة إلا بالله ، وغير ذلك من أنواع الذكر ، كل ذلك صدقة من العبد على نفسه .
أهم الفوائد :
1 - وجوب شكر الله على ما أنعم به علينا من نعم لا تعد ولا تحصي .
2 - إن الصدقة لا تنحصر في بذل المال .
3- إن ما فيه خدمة للمسلمين يعد من أبواب الصدقة.
4- كثرة أبواب الخير المفتوحة أمام الراغبين في ذلك.
5- كل ما يعمله العبد أو يقوله محصى فإما له وإما عليه
6 فضل الذكر والتسبيح.
7- الدليل على أن الأعمال من الإيـمان- كما هو معتقد أهل السنة والجماعة.