تعليق على موضوع للاخ رشيد الوكيلي ولا تَرَ العَيبَ إلا فيكَ مُعتقِدا *** عَيباً بدا بيناً لكنه اسْتتراAssia Elghazouani

[

Assia Elghazouani

الفقير متى صحب القوم لينال فوائدهم وينتفع بمآثرهم , لا بد له من ترويض قلبه بخدمتهم ليصلح عوائده ويتخلص من معايبه وبداية هذا أن لا يلاحظ العيب والنقصان إلا في نفسه لأنه أتى إليهم معتقدا جهله وذنوبه ومراعيا بعده عنهم وكثرة خطوبه فقدم عليهم في...ما هم فيه من الصلاح والتزكية راغبا ولما هو عليه من الأسقام والدعوى راهبا فإن القوم يغفرون الذنوب ويغضون الأبصار عن العيوب فمتى راعى الفقير وراقب عين مولاه الذي يتولاه ويرعاه وعلمه به وبعيوبه وذنوبه وقف على حدود حقيقته وتأدب على منهاج طريقته فاعتقد العيب والنقصان وداوم على الهروب منه والهجران وعلامة هذا أن لا يرى عيبا من عيوب إخوانه إلا فيه لأنهم مرآتك قال سيدنا عمر رضي الله عنه "رحم الله إمرء أهدى إلي عيوبي"وعيوب الفقير ظاهرة بارزة عند شيخه ولكنه يسترها بستر الله عليه لأنّ غرضه تربية الفقراء لا فضيحتهم و كيف لا وهم القوم لا يشقى بهم جليسهم ولا يعذب خديمهم لهذا لا تعتقد غير عيبك أيها الفقير الذي و الذي يشاهده شيخك و يشمّ فيك رائحته لأنه لم ير العيب فيه معتقدا فقد ادعى الكمال و بالتلي فقد خضع لهواجس نفسه الأمارة بالسوء فما أجمل وما أحلى أن يكون الإنسان معتقدا لعيبه ملاحظا لذنبه شعورا وإحساسا ذوقا وصدقا هنا يتبرأ من الدعاوي وما إلى هنالك من المخازي.[r]