احباب الله
اهلا
وسهلا بك
عزيزي الزائر
عانقت جدران منتدانا
عطر قدومك ... وتزيّنت
مساحاته بأعذب عبارات الود والترحيب
ومشاعر الأخوة والإخلاص ... كفوفنا ممدودة
لكفوفـك لنخضبها جميعاً بالتكاتف في سبيـل زرع بذور
الأخلاقيـات الراقيـة ولا نلبـث أن نجني منهـا
إن شاء الله ثمراً صالحاً.. ونتشـارك
كالأسرة الواحدة لتثقيف بعضنا
البعض في كل المجالات
أتمنى لك قضاء
وقت ممتع
معنا
احباب الله
اهلا
وسهلا بك
عزيزي الزائر
عانقت جدران منتدانا
عطر قدومك ... وتزيّنت
مساحاته بأعذب عبارات الود والترحيب
ومشاعر الأخوة والإخلاص ... كفوفنا ممدودة
لكفوفـك لنخضبها جميعاً بالتكاتف في سبيـل زرع بذور
الأخلاقيـات الراقيـة ولا نلبـث أن نجني منهـا
إن شاء الله ثمراً صالحاً.. ونتشـارك
كالأسرة الواحدة لتثقيف بعضنا
البعض في كل المجالات
أتمنى لك قضاء
وقت ممتع
معنا
احباب الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

احباب الله


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
عرض الرسالة على القبائل - بيعة الأنصار - الهجرة 1330855274171
عرض الرسالة على القبائل - بيعة الأنصار - الهجرة 1330855399361
عرض الرسالة على القبائل - بيعة الأنصار - الهجرة 1330855488981
عرض الرسالة على القبائل - بيعة الأنصار - الهجرة 1330855157501
عرض الرسالة على القبائل - بيعة الأنصار - الهجرة 1330948977172
عرض الرسالة على القبائل - بيعة الأنصار - الهجرة 1331292808372
عرض الرسالة على القبائل - بيعة الأنصار - الهجرة XLf58290

 

 عرض الرسالة على القبائل - بيعة الأنصار - الهجرة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
admin
Admin
admin


عدد المساهمات : 311
نقاط : 880
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/02/2012
العمر : 56

عرض الرسالة على القبائل - بيعة الأنصار - الهجرة Empty
05032012
مُساهمةعرض الرسالة على القبائل - بيعة الأنصار - الهجرة


[]عرض الرسالة على القبائل - بيعة الأنصار - الهجرة Zzz4zjwm1mmgkrmifkyi

عرض الرسالة على القبائل - بيعة الأنصار - الهجرة Bannnner
عرض الرسالة على القبائل - بيعة الأنصار - الهجرة]
عرض الرسالة على القبائل - بيعة الأنصار - الهجرة Bannnner


ولما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يجد من قريش مَنَعَهً من تأدية الرسالة وتَسَلُّط الكبر والعظمة على قلوبهم، أراد الله أن يظهر أمر الدين على أيدي غيرهم من العرب، فكان عليه الصلاة والسلام يخرج في المواسم العربية ــــ وهي أسواق كانت العرب تعقدها للتجارة والمفاخرة ــــ ويعرض نفسه على القبائل ليح...موه حتى يؤدي رسالة ربه، فكان بعضهم يردُّ ردّاً جميلاً، وآخرون ردّاً قبيحاً. وكان من أقبح القبائل ردّاً بنو حنيفة رهط مُسَيْلمَة الكذاب، وطلب منه بنو عامر إنْ هم آمنوا به أن يجعل لهم أمر الرياسة من بعده، فقال لهم: «الأمر لله يضعه حيث يشاء». وكان من الذين يحجّون البيت عرب يثرب وهي مدينة بين مكة والشام يقطنها قبيلتان: إحداهما من ولد الأوس، والثانية من ولد الخزرج وهما أخوان وكان بين أولادهما من العداوة ما يجعل الحرب لا تضع أوزارها بين الفريقين، فكانوا دائماً في شقاق ونزاع، وكان يجاورهم في المدينة أقوام من اليهود وهم: بنو قَينُقاع، وبنو قُرَيظة وبنو النَّضيرِ وكان لهم الغلبة على يثرب أولاً، فحاربهم العرب حتى صاروا ذوي النفوذ فيها والقوة، وكان اليهود إذا خذلوا يستفتحون على أعدائهم باسم نبي يُبعث قد قرب زمانه. ولما اختلفت كلمة العرب فيما بينهم وشُقَّت عصا الألفة، حالفوا اليهود على أنفسهم، فحالف الأوس بني قريظة، وحالف الخزرج بني النضير وبني قينقاع، وآخر الأيام بينهم يوم بُعاث قتل فيه أكثر رؤسائهم ولم يبق إلا عبد اللهبن أُبَيّ ابن سلول من الخزرج، وأبو عامر الراهب من الأوس، ولذلك كانت عائشة تقول: كان يوم بُعاث يوماً قدَّمه الله لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد خطر ببال رؤساء الأوس أن يحالفوا قريشاً على الخزرج، فأرسلوا إياسَبن معاذ وأبا الحَيسر أنسَبن رافع مع جماعة يلتمسون ذلك الحلف في قريش، فلما جاؤوا مكة جاءهم رسول الله وقال: «هل لكم في خير مما جئتم له؟ أن تؤمنوا بالله وحده، ولا تشركوا

به شيئاً، وقد أرسلني الله إلى الناس كافة» ثم تلا عليهم القرآن، فقال إياسبن معاذ: يا قوم هذا والله خير مما جئنا له، فحصبه أبو الحيسر وقال له: دعنا منك لقد جئنا لغير هذا، فسكت.
عرض الرسالة على القبائل - بيعة الأنصار - الهجرة 25imgcachemy5
بدء إسلام الأنصار
ولما جاء الموسم تعّرَض رسول الله لنفر منهم يبلغون الستة، وكلهم من الخزرج وهم: أسعدبن زرارة، وعوفبن الحارث من بني النجار، ورافعبن مالك من بني زريق، وقُطْبةبن عامر من بني سَلِمة، وعقبةبن عامر من بني حَرَام، وجابربن عبد الله من بني عبيدبن عدي، ودعاهم إلى الإسلام وإلى معاونته في تبليغ رسالة ربه، فقال بعضهم لبعض: إنه للنبي الذي كانت تَعِدُكم به يهود فلا يَسْبِقُنَّكُمْ إليه، فآمنوا به وصدّقوه، وقالوا: إنا تركنا قومنا بينهم من العداوة ما بينهم، فإن يجمعهم الله عليك فلا رجل أعزّ منك، ووعدوه المقابلة في الموسم المقبل، وهذا هو بَدء الإسلام لعرب يثرب.
عرض الرسالة على القبائل - بيعة الأنصار - الهجرة 25imgcachemy5
العقبة الاولى
فلما كان العام المقبل قدم اثنا عشر رجلاً، منهم عَشَرة من الخزرج، واثنان من الأوس، وهم: أسعدبن زرارة، وعوف ومعاذ ابنا الحارث، ورافعبن مالك، وذكوانبن قيس، وعُبادةبن الصامت، ويزيدبن ثعلبة، والعباسبن عبادة، وعقبةبن عامر وقطبةبن عامر، وهؤلاء من الخزرج، وأبو الهيثمبن التَّيِّهان، وعُوَيمبن ساعدة وهما من الأوس، فاجتمعوا به عند العقبة، وأسلموا وبايعوا رسول الله على بيعة النساء، وذلك قبل أن تفترض الحرب، على ألا يشركوا بالله شيئاً، ولا يسرقوا ولا يزنوا، ولا يقتلوا أولادهم، ولا يأتوا ببهتان يفترونه بين أيديهم وأرجلهم، ولا يعصونه في معروف، فإن وَفَوا فلهم الجنة، وإن غَشوا من ذلك شيئاً فأمرهم إلى الله عز وجل، إن شاء غفر وإن شاء عذب، وهذه هي العقبة الأولى.

فأرسل لهم عليه الصلاة والسلام مصعببن عمير العبدري وعبد الله ابن أُم مكتوم ــــ وهو ابن خالة خديجة ــــ يُقرآنهم القرآن، ويفقهانهم في الدين، ونزل مصعب على أحد المبايعين أبي أُمامة أسعدبن زرارة، وصار يدعو بقية الأوس والخزرج للإسلام. وبينما هو في بستان مع أسعدبن زرارة إذ قال سعدبن معاذ ــــ رئيس قبيلة الأوس ــــ لأُسَيْدبن حُضير ابن عم سعد: ألا تقوم إلى هذين الرجلين اللذين أتيا يُسَفِّهان ضعفاءنا لتزجرهما؟ فقام لهما أسيد بحربته، فلما رآه أسعد قال لمصعب: هذا سيد قومه، وقد جاءك فاصدق الله فيه، فلما وقف عليهما قال: ما جاء بكما تُسَفِّهان ضعفاءنا؟ اعتزلا إن كان لكما بأنفسكما حاجة. فقال مصعب: أوَ تجلس فتسمع؟ فإن رضيت أمراً قبلته، وإن كرهته كففنا عنك ما تكره، فقرأ عليه مصعب القرآن فاستحسن دينَ الإسلام، وهداه الله له فتشهد ورجع إلى سعد، فسأله عمّا فعل، فقال: والله ما رأيتُ بالرجلين بأساً، فغضب سعد وقام لهما مغيظاً، ففعل معه مصعب كسابقه فهداه الله للإسلام، ورجع لرجال بني عبد الأشهل، وهم بطن من الأوس، فقال لهم: ما تعدُّونني فيكم؟ قالوا: سيدنا وابن سيدنا. قال: كلام رجالكم ونسائكم عليّ حرام حتى تُسلموا، فلم يبق بيت من بيوت بني عبد الأشهل إلا أجابه، وقد انتشر الإسلام في دور يثرب حتى لم يكن بينهم حديث إلا أمر الإسلام.
عرض الرسالة على القبائل - بيعة الأنصار - الهجرة 25imgcachemy5
العقبة الثانية

ولما كان وقت الحج في العام الذي يلي البيعة الأولى، قدم مكة كثيرون منهم يريدون الحج، وبينهم كثير من مُشركيهم، ولما قابل وفدهم رسول الله، واعدوه المقابلة ليلاً عند العقبة، فأمرهم أن لا يُنبِّهوا في ذلك الوقت نائماً، ولا ينتظروا غائباً، لأن كل هذه الأعمال كانت خفية من قريش كيلا يطّلعوا على الأمر، فيسعَوا في نقض ما أبرم، شأنهم مع رسول الله في أول أمره. ولما فرغ الأنصار من حجهم توجهوا إلى موعدهم كاتمين أمرهم عمّن معهم من المشركين، وكان ذلك بعد مضي ثلث الليل الأول، فكانوا يتسللون الرجل والرجلين حتى تم عددهم ثلاثة وسبعين رجلاً، منهم اثنان وستون من الخزرج، وأحد عشر من الأوس، ومعهم امرأتان وهما: نُسَيبة بنت كعب من بني النجار، وأسماء بنت عمرو من بني سَلمة، ووافقهم رسول الله هناك وليس معه إلا عمه العباسبن عبد المطلب وهو على دين قومه، ولكن أراد أن يحضر أمر ابن أخيه ليكونَ متوثقاً له، فلما اجتمعوا عرَّفهم العباس بأن ابن أخيه لم يزل في مَنَعة من قومه حيث لم يمكِّنوا منه أحداً ممّن أظهر له العداوة والبغضاء، وتحملوا من ذلك أعظم الشدة، ثم قال لهم: إن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه ومانعوه ممّن خالفه، فأنتم وما تحملتم من ذلك، وإلا فدعوه بين عشيرته فإنه لبمكان عظيم. فقال كبيرهم المتكلم عنهم البَراءبن معرور: والله لو كان لنا في أنفسنا غير ما ننطق به لقلناه، ولكنا نريد الوفاء والصدق وبذل مُهَجنا دون رسول الله، وعند ذلك قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: خذ لنفسك ولربك ما أحببت. فقال: «أشترط لربي أن تعبدوه وحده ولا تشركوا به شيئاً، ولنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم متى قدمتُ عليكم». فقال له أبو الهيثمبن التَّيِّهانِ: يا رسول الله إن بيننا وبين الرجال عهوداً وإنّا قاطعوها، فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك ثم أظهرك الله أن ترجع إلى قومك وتدعنا؟ فتبسم عليه الصلاة والسلام، وقال:

«بل الدَّمَ الدَّمَ والهَدْمَ الهَدْمَ»، أي: إن طالبتم بدم طالبت به وإن أهدرتموه أهدرته. وحينذاك ابتدأت المبايعة وهي العقبة الثانية، فبايعه الرجال على ما طلب، وأول من بايع أسعدبن زرارة، وقيل البراءبن معرور، ثم تخير منهم اثني عشر نقيباً، لكل عشيرة منهم واحد، تسعة من الخزرج، وثلاثة من الأوس، وهم: أبو الهيثمبن التَّيِّهان، وأسعدبن زرارة، وأسيدبن حضير، والبراءبن معرور، ورافعبن مالك، وسعدبن خيثمة، وسعدبن الربيع، وسعدبن عبادة، وعبد اللهبن رواحة، وعبداللهبن عمرو، وعبادةبن الصامت، والمنذربن عمرو، ثم قال لهم: «أنتم كفلاء على قومكم ككفالة الحواريِّين لعيسى ابن مريم، وأنا كفيل على قومي» ولأمر ما أراده الله بَلَغَ خبرُ هذه البيعة مشركي قريش، فجاؤوا ودخلوا شِعْبَ الأنصار، وقالوا: يا معشر الخزرج بلغنا أنكم جئتم لصاحبنا تخرجونه من أرضنا وتبايعونه على حربنا؟ فأنكروا ذلك، وصار بعض المشركين الذين لم يحضروا المبايعة يحلفون لهم أنهم لم يَحْصُل منهم شيء في ليلتهم وعبد اللهبن أُبَيّ كبير الخزرج يقول: ما كان قومي ليفتاتوا عليَّ بشيء من ذلك.
عرض الرسالة على القبائل - بيعة الأنصار - الهجرة 25imgcachemy5
هجرة المسلمين الى المدينة

ولما رجع الأنصار إلى المدينة ظهر بينهم الإسلام أكثر من المرة الأولى. أما رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فازداد عليهم أذى المشركين لما سمعوا أنه حالف قوماً عليهم، فأمر عليه الصلاة والسلام جميع المسلمين بالهجرة إلى المدينة، فصاروا يتسلَّلون خيفة قريش أن تمنعهم. وأول من خرج أبو سلمة المخزومي زوجُ أم سلمة ومعه زوجه، وكان قومها منعوها منه ولكنهم أطلقوها بعد فَلحقت به. وتتابع المهاجرون فراراً بدينهم ليتمكنوا من عبادة الله الذي امتزج حبّه بلحمهم ودمهم، حتى صاروا لا يعبؤون بمفارقة أوطانهم والابتعاد عن آبائهم ما دام في ذلك رضا الله ورسوله. ولم يبق بمكة منهم إلا أبو بكر وعلي وصهيب وزيدبن حارثة، وقليلون من المستضعفين الذين لم تمكِّنهم حالُهم من الهجرة، وقد أراد أبو بكر الهجرة فقال له عليه الصلاة والسلام: «على رِسْلك فإني أرجو أن يؤذن لي»، فقال أبو بكر: وهل ترجو ذلك بأبي أنت؟ قال: «نعم». فحبس أبو بكر نفسه على رسول الله ليصحبه، وعلف راحلتين كانتا عنده ورق السَّمُر استعداداً لذلك.
عرض الرسالة على القبائل - بيعة الأنصار - الهجرة 25imgcachemy5
دار الندوة

أما قريش فكانوا كأنهم أصيبوا بمَسِّ الشيطان حينما طرق مسامعهم مبايعة الأنصار له على الذَّود عنه حتى الموت، فاجتمع رؤساؤهم وقادتهم في دار الندوة وهي دار قصيّبن كلاب التي كانت قريش لا تقضي أمراً إلا فيها يتشاورون ما يصنعون في أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خافوه، فقال قائل منهم: نخرجه من أرضنا كي نستريح منه، فرُفِض هذا الرأي لأنهم قالوا: إذا خرج اجتمعت حوله الجموع لما يرونه من حلاوة منطقه وعذوبة لفظه. وقال آخر: نُوْثقه ونحبسه حتى يدركه ما أدرك الشعراء قبله من الموت، فرُفِض هذا الرأي كسابقه، لأنهم قالوا: إن الخبر لا يلبث أن يبلغ أنصاره، ونحن أدرى الناس بمن دخل في دينه حيث يُفَضِّلونه على الآباء والأبناء، فإذا سمعوا ذلك جاؤوا لتخليصه وربما جرّ هذا من الحرب علينا ما نحن في غِنى عنه. وقال لهم طاغيتهم: بل نقتله، ولنمنع بني أبيه من الأخذ بثأره، نأخذ من كل قبيلة شاباً جلداً يجتمعون أمام داره، فإذا خرج ضربوه ضربة رجل واحد، فيفترق دمه في القبائل فلا يقدر بنو عبد مناف على حرب قريش كلهم بل يرضون بالدية، فأقرّوا هذا الرأي. هذا مكرهم، ولكن إرادة الله فوق كل إرادة وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} (الأنفال: 30) فأعلم نبيه بما دبره الأعداء في سرّهم، وأمره باللحاق بدار هجرته، بدار فيها ينشر الإسلام، ويكون فيها لرسول الله صلى الله عليه وسلم العزة والمنعة. وهذا من الحكمة بمكان عظيم فإنه لو انتشر الإسلام بمكة لقال المبغضون: إن قريشاً أرادوا مُلْكَ العرب، فعمَدوا إلى شخص منهم، وأوعزوا إليه أنْ يدَّعي هذه الدعوى حتى تكون وسيلة لنيل مآربهم، ولكنهم كانوا له أعداء ألدَّاء، آذوه شديد الأذى حتى اختار الله له مفارقة بلادهم والبعد عنهم.
عرض الرسالة على القبائل - بيعة الأنصار - الهجرة 25imgcachemy5
هجرة المصطفى صل الله عليه وسلم

فتوجه من ساعته إلى صديقه أبي بكر، وأعلمه أن الله قد أذِنَ له في الهجرة فسأله أبو بكر الصحبةَ، فقال: نعم، ثم عرض عليه إحدى راحلتيه اللتين كانتا معدَّتين لذلك، فجهزهما أحثّ الجهاز، وصُنعت لهما سُفْرَة في جِرَاب، فقطعت أسماء بنت أبي بكر نِطاقها، وربطت به على فم الجراب، واستأجرا عبد اللهبن أُرَيقط من بني الدِّيلبن بكر، وكان هادياً ماهراً، وهو على دين كفار قريش فأمِنَاه ودفعا إليه راحلتيهما، وواعداه غار ثور بعد ثلاث ليالٍ. ثم فارق الرسول عليه الصلاة والسلام أبا بكر وواعده المقابلة ليلاً خارج مكة، وكانت هذه الليلة هي ليلة استعداد قريش لتنفيذ ما أقرّوا عليه، فاجتمعوا حول باب الدار، ورسول الله داخله، فلما جاء ميعاد الخروج، أمر ابن عمه عليّاً بالمبيت مكانه كيلا يقع الشك في وجوده أثناء الليل، فإنهم كانوا يرددون النظر من شقوق الباب ليعلموا وجوده، ثم سجَّى عليَّاً ببرده، وخرج على القوم وهو يقرأ: {وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً ومِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ(9)

أما المشركون فلما علموا بفساد مكرهم وأنهم إنما باتوا يحرسون عليبن أبي طالب لا محمدبن عبد الله، هاجت عواطفهم، فأرسلوا الطلب من كل جهة، وجعلوا الجوائز لمن يأتي بمحمد أو يدل عليه، وقد وصلوا في طلبهم إلى ذلك الغار الذي فيه طِلْبَتُهم بحيث لو نظر أحدهم تحت قدميه لنظرهما، حتى أبكى ذلك أبا بكر، فقال له عليه الصلاة والسلام: لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} (التوبة: 40) فأعمى الله أبصار المشركين حتى لم يَحِنْ لأحد منهم التفاتة إلى ذلك الغار بل صار أعدى الأعداء أميةبن خلف يبعد لهم اختفاء المطلوبين في مثل هذا الغار. فأقاما فيه ثلاث ليال حتى ينقطع الطلب. وكان يبيتُ عندهم عبد اللهبن أبي بكر وهو شاب ثقفٌ ولَقِنٌ فَيُدْلِج من عندهما بسَحَر، فيصبح مع قريش بمكة كبائت بها، فلا يسمع أمراً يكتادون به إلا وعاه حتى يأتيهما بخبر ذلك حين يختلط الظلام، وكان عامربن فُهَيرة يروح عليهما بقطعة من غنم يرعاها حين تذهب ساعة من العشاء، ويغدو بها عليهما، فإذا خرج من عندهما عبد الله تَبع أثره عامر بالغنم كيلا يظهر لقدميه أثر. ولما انقطع الطلب خرجا بعد أن جاءهما الدليل بالراحلتين صبح ثلاث، وسارا متبعين طريق الساحل.

وفي الطريق لحقهم طالباً، سُراقةبن مالك المُدْلِجي، وكان قد رأى رُسُلَ مشركي قريش يجعلون في رسول الله وأبي بكر دية كل واحد منهما مئة ناقة لمن قتله أو أسره. فبينما هو في مجلس من مجالس قومهبن مُدلِج إذ أقبل رجل منهم حتى قام عليهم وهم جلوس فقال: يا سُراقة إني رأيت آنفاً أَسْودَةً بالساحل أراها محمداً وأصحابه، فعرف سراقة أنهم هم، ولكنه أراد أن يثني عزم مُخبره عن طلبهم، فقال: إنك رأيت فلاناً وفلاناً انطلقوا بأعيننا يبتغون ضَالَّةً لهم، ثم لبث في المجلس ساعة، وقام وركب فرسه، ثم سار، حتى دنا من الرسول ومن معه، فعثرت به فرسه فخرّ عنها، ثم ركبها ثانياً وسار حتى صار يسمع قراءة المصطفى وهو لا يلتفت، وأبو بكر يُكثِر الالتفات فساخت قائمتا فرس سراقة في الأرض حتى بلغتا الركبتين فخرّ عنها، ثم زجرها حتى نهضت، فلم تكد تُخرج يديها حتى سَطَع لأثرهما غبار ساطع في السماء مثل الدخان، فعلِمَ سراقة أن عمله ضائع سُدًى، وداخله رعب عظيم، فناداهما بالأمان فوقف عليه الصلاة والسلام ومَنْ معه حتى جاءهم، ويقول سُراقة: وقع في نفسي حين لقيت ما لقيت أن سيظهر أمر رسول الله، فقلت: إن قومك قد جعلوا فيك الدية، وأخبرهما بما يريد بهما الناس، وعرض عليهما الزاد والمتاع فلم يأخذا منه شيئاً بل قالا له: أخفِ عنّا، فسأله سراقة أن يكتب له كتابَ أمنٍ، فأمر أبا بكر فكتب. وبذلك انقضت هذه المشكلة التي أظهر الله فيها عنايته برسوله.

وكان أهل المدينة حينما سمعوا بخروج رسول الله وقدومه عليهم يخرجون إلى الحَرَّة حتى يردّهم حرُّ الظهيرة، فانقلبوا يوماً بعد أن طال انتظارهم، فلما أووا إلى بيوتهم أوفى رجل من يهود على أُطُم من آطامهم لأمر ينظر إليه، فبصر برسول الله وأصحابه يزول بهم السراب يظهرهم تارة ويخفيهم أخرى، فقال اليهودي بأعلى صوته: يا معشر العرب هذا جَدُّكُم ــــ أي حظكم ــــ الذي تنتظرون، فثاروا إلى السلاح فتلقَّوا رسول الله بظهر الحَرَّة.
عرض الرسالة على القبائل - بيعة الأنصار - الهجرة 25imgcachemy5

النزول بقُباء
فعدل بهم ذات اليمين حتى نزل بهم في بني عمروبن عوف بقباء. والذي حققه المرحوم محمود باشا الفلكي أن ذلك كان في اليوم الثاني من ربيع الأول الذي يوافق 20 سبتمبر سنة 622، وهذا أول تاريخ جديد لظهور الإسلام بعد أن مضى عليه ثلاث عشرة سنة، وهو مضيق عليه من مشركي قريش، ورسول الله ممنوع من الجهر بعبادة ربه، أما الآن فقد آواه الله هو وصحابته رضوان الله عليهم بعد أن كانوا قليلاً يتخطفهم الناس.
عرض الرسالة على القبائل - بيعة الأنصار - الهجرة 25imgcachemy5
هجرة الانبياء
وبهذه الهجرة تمّت لرسولنا صلى الله عليه وسلم سُنَّةُ إخوانه من الأنبياء من قبله، فما من نبي منهم إلا نَبَتْ به بلاد نشأته، فهاجر عنها، من إبراهيم أبي الأنبياء، وخليل الله، إلى عيسى كلمة الله وروحه، كلهم على عظيم درجاتهم ورفعة مقامهم أهينوا من عشائرهم، فصبروا ليكونوا مثالاً لمن يأتي بعدهم من متّبعيهم في الثبات والصبر على المكاره ما دام ذلك في طاعة الله. فَسَلْ مصر وتاريخها تُنبئك عن إسرائيل (يعقوب) وبنيه أنهم هاجروا إليها حينما رأوا من بَنِيها ترحيباً بهم، وتركهم وما يعبدون إكراماً ليوسف وحكمته. ولما مضت سنون، نسي فيها المصريون تدبير يوسف وفضله عليهم، فاضطهدوا بني إسرائيل وآذوهم، خرج بهم موسى وهارون ليتمكنوا من إعطاء الله حقه في عبادته، وهرب المسيح عليه السلام من اليهود حينما كذَّبوه، فأرادوا الفتك به حتى كان من ضمن تعاليمه لتلاميذه: طوبى للمطرودين من أجل البر لأن لهم ملكوت السموات ثم قال بعد: افرحوا وتهلّلوا لأن أجركم عظيم في السموات فإنهم طردوا الأنبياء الذين قبلكم. وسَل القرى التي حلّت بها نقمة الله بكفر أهلها كديار لوط وعاد وثمود تنبئك عن مُهَاجَرة الأنبياء منها قبل حلول النقمة، فلا غرابة أن هاجر عليه الصلاة والسلام من بلاد منعه أهلها من تتميم ما أراده الله {سُنَّةَ اللَّهِ فِى الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً(62)
عرض الرسالة على القبائل - بيعة الأنصار - الهجرة 25imgcachemy5
خديم نعال الفقرا .. المتطفل على موائدهم
أبو دعاء رشيد الوكيلي

عرض الرسالة على القبائل - بيعة الأنصار - الهجرة 25imgcachemy5






الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://amjad.forummaroc.net
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

عرض الرسالة على القبائل - بيعة الأنصار - الهجرة :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

عرض الرسالة على القبائل - بيعة الأنصار - الهجرة

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
احباب الله :: مدونات احباب الله :: مع سيدي رشيد الوكيلي.-
انتقل الى: