khadija Admin
عدد المساهمات : 234 نقاط : 513 السٌّمعَة : 7 تاريخ التسجيل : 15/02/2012
| موضوع: النحلُ و العسل الأربعاء مارس 21, 2012 9:22 am | |
| [/
النحلُ و العسل
يقولُ الله تعالى: ﴿وأوحى ربُّكَ إلى النحلِ أنِ اتَّخِذي من الجبالِ بيوتًا ومنَ الشجرِ ومِما يعرشون، ثُمَّ كُلي من كلِّ الثمراتِ فاسلُكي سُبُلَ ربِّكِ ذُلَلاً يَخرُجُ من بطونِها شرابٌ مختلِفٌ ألوانُهُ فيهِ شفاءٌ للناس إنَّ في ذلك لآيةً لقومٍ يتفكرون﴾ سورة النحل 68 - 69.
إنَّ اللهَ تباركَ وتعالى يُخبرُنا بأنه أوحى إلى النحلِ وحيَ إلهامٍ أي ألهَمَها أنْ تتّخِذَ من الجبالِ بيوتًا، ومن الشّجرِ ومِمّا يعرِشون، أي يرفعونَ من سقوفِ البيتِ أو ما يَبنِيهِ الناسُ للنحلِ في الجِبالِ والشجرِ والبيوتُ من الأماكنِ التي تعسِلُ فيها.
﴿ثم كلي من كلِ الثمرات﴾ أي ابني البيوتَ ثم كُلي كلَّ ثمرةٍ تشتَهينَها فإذا أكلتِها ﴿فاسلُكي سُبُلَ ربِّكِ﴾ أي فادخُلي الطُّرُقَ التي ألهَمَكِ وأفهَمَكِ في عَمَلِ العسَل، أو إذا أكلتِ الثمار في المواضعِ البعيدةِ من بيوتِكِ فاسلُكي إلى بيوتِكِ راجِعَةً سبُلَ ربِّكِ لا تَضِلّينَ فيها، ﴿ذُلُلاً﴾ لأنَّ الله تعالى ذلَّلها وسهَّلَها، أو وأنتِ ذُلَلٌ مُنقادَةٌ لِما أُمِرْتِ بهِ غيرَ ممتَنِعةٍ.
﴿يَخرُجُ من بطونِها شرابٌ﴾ وهو العسَلُ لأنه مِمَّا يُشرَب، تُلقيهِ من فِيها أي من فَمِها لا من دُبُرِها إذِ الموضِعُ الذي تحفظُ فيه العسلَ في بطنِها غيرُ الموضِعِ الذي تُخْرِجُ منهُ قذَرَها، كما أنه من شأنِها أنها لا تتبرَّزُ في بيتِها أي لا تُخرِجُ قذرَهَا في بيتِها، فتباركَ اللهُ أحسنُ الخالقين.
يقول الله تعالى: ﴿مُختلِفٌ ألوانُهُ﴾ منه أبيضُ وأصفرُ وأحمرُ على ألوانِ أغذيتِها. ﴿فيه شفاءٌ للناس﴾ لأنه من جُملَةِ الأدويةِ النافعةِ، وقلَّ معجونٌ منَ المعاجين لَم يذكُرِ الأطباءُ فيه العسل، وليس الغرضُ أنه شفاءٌ لكلِّ مريض، وتنكيرُه أي الشرابِ لعظيمِ الشفاءِ الذي فيه.
وشكا رجلٌ استطلاقَ (الاسهال) بطنِ أخيهِ فقال عليه السلام: ((اسقِهِ عسلاً)) فجاءَهُ وقال: زادَهُ شرًّا، فقال عليه السلام: ((صدقَ الله وكذبَ بطنُ أخيك، اسقِهِ عسَلاً)) فسقاهُ فصَحَّ، رواهُ البخاريُّ ومسلم. وفي الحديث: ((عليكم بالشفاءين القرءانِ والعسل)) رواه ابن أبي شيبة في مصنفه والبيهقي والحاكم.. وعن ابنِ مسعودٍ رضي الله عنه: ((العسلُ شفاءٌ من كلِّ داء والقرءانُ شفاءٌ لما في الصدور فعليكم بالشفاءين القرءانِ والعسل)).
﴿إن في ذلك لآيةً لقومٍ يتفكرون﴾ في عجيبِ أمرِها فيعلمونَ أن اللهَ أودعَها علمًا بذلك وفطَّنها كما أعطى أولي العقولِ عقولَهُم.
اللهم ارحمنا وسددنا واغفر لنا وارحمنا يا أرحمَ الراحمين، واجعلنا من عبادِكَ الشكورين يا أكرمَ الأكرمين
| |
|