[/center]
ينبغي للمريد أن يتوجه بصدق وإخلاص إلى الشيخ الوارث المحمّدي بقلبه وقالبه لكي يوجّه الشيخ قلبه إلى الله تعالى ويربطه بذكر الله حتى يتعلق به تبارك وتعالى على الدوام وعلى المريد أن ينظر إلى الشيخ الوارث المحمّدي نظرة إجلال وإكبار, نظرة تقدير وتوقير واحترام, نظرة أدب وحياء, لأن الشيخ يحمل سرّ الله في خلقه بما آتاه الله تعالى من العلم اللدنّي والمعارف الإلهية والحِكَم النورانية الربّانية واللطائف الذوقية والرقائق الإلهامية فهو خليفة الله في أرضه ونائب الحضرة المحمّدية في أمته وهو مرآة التجلي الإلهي.
" العلم اللدنّي "
وهذه العلوم من المعارف واللطائف والحكم والمكاشفات لا يمكن تحصيلها عن طريق التلقي من العلماء بقراءة الكتب ومطالعتها بل إن مصدر التلقي لهذا العلم في الحقيقة وبيقين حازم هو من الله تعالى العليم الخبير الوهّاب الفتاح بواسطة الشيخ الوارث المحمّدي قال تعالى: ( ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده ) وجاء في الحكمة النورانية قولُ أهل الله ينصحون بذلك المريد:
لا تقل لم يفتح الله ولا تطلب الفتح وحرر ورعك
كن مع الله ترى الله معك واترك الكل وحاذر طمعك
كيفما شاء فكن في يده لك إن فرّق أو إن جمعك
وإذا أعطاك من يمنعه إنما يسقيك من قد زرعك
وممَّن أكرمه الله تعالى بالعلم اللدنّي كسيدنا الخضر عليه السلام ولعل الذي جاء بعرش بلقيس لسيدنا سليمان عليه السلام قد أخذ حظاً من ذلك العلم اللدنّي لأن الله أعطاه قدرةً ليست مألوفة ولا معروفة عند أحد من الناس كما قال الله تعالى: ( قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك ) وإن كثرة التقوى لله تعالى تكون وسيلة لتلقي العلم من الله تعالى مباشرة قال الله تعالى: ( واتقوا الله ويعلمكم الله ) ولذلك هناك تقوى العوام وتقوى الخواص وتقوى خواص الخواص, حيث تقوى العوام تكون من الذنوب وتقوى الخواص تكون من العيوب وتقوى خواص الخواص تكون مما سوى المحبوب تبارك وتعالى وخواص الخواص هم الشيوخ الوُرّاث المحمّديون الكاملون حالاً ومقالاً وشهوداً وعياناً ويقيناً وعرفاناً وعبودية وعبدية ورسوخاً وتمكيناً وولاية وإرشاداً وبصيرة وسداداً.
" وكذلك ممَّ امتاز به هؤلاء الشيوخ "
إنّ الله تعالى أكرمهم بنعمة عظيمة وكبيرة وهي نعمة الفهم عن الله تعالى في الحال والقال في كل حركة وسكون في القيام والجلوس في النوم واليقظة في معاملة الصغير والكبير وكذلك أكرمهم الحق تعالى بنعمة الفهم الخاص في كتابه الكريم وهذه صفة خاصة لا يعرفها إلا هؤلاء الأفراد الوُرّاث المحمّديون قال سيدنا عليٌ رضي الله عنه وكرّم وجهه عندما سئل: ( هل خصّكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء دون الناس يا آل بيت رسول الله؟ قال: لا إلا بفهم يُؤتاه أحدنا في كتاب الله ).
وكما قال صلى الله عليه وسلم: ( العالم من عقل عن الله فعمل بطاعته واجتنب معصيته ) وهذا مصداقاً لقول الله تعالى: ( وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون ) وممَّ امتاز به هؤلاء الورّاث المحمّديون أنهم يفهمون المتشابه من آيات الصفات في كتاب الله تعالى وسنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنهم هم أهل التمكين والرسوخ في العلم كما قال تعالى: ( وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنّا به كل من عند ربّنا وما يذّكر إلا أولوا الألباب ) القراءة الصحيحة المشهورة الوقوف عند قوله تعالى: ( إلا الله ) وفي قراءة صحيحة أخرى لا وقوف عندها أي: ( وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم ) فعلى هذه القراءة يكون التقدير في الآية إن الراسخين في العلم يعلمون ما تشابه من القرآن وابن عباس رضي الله عنه يقول: ( أنا من الراسخين في العلم ) ولا عجب ولا غرابة في ذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم دعا له بقوله: ( اللهم فقّهه في الدين وعلمّه التأويل ) ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم مستجاب بفضل الله تعالى وهو كذلك ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم
]
[center]