admin Admin
عدد المساهمات : 311 نقاط : 880 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 14/02/2012 العمر : 56
| | شيخنا رضي الله عنه وأرضاه إنما يمثل نهج جده المصطفى عليه الصلاة والسلام | |
سم الله الرحمان الرحيم "قل كل يعمل على شاكلته"، لكل نبي عليه السلام صفته وشاكلته، فهذا سيدنا نوح عليه السلام كانت صفته ومظهره، مظهر القهر كما جاء في القرآن الكريم: " رب لا تدر على الأرض من الكافرين ديارا"، فنزل الطوفان بأهل الأرض فأهلكوا جميعا، وهذا نجم الأنبياء عليه الصلاة والسلام كان مظهره مظهر اللطف والرحمة والمحبة، " اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون" " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" ، فكان يحترق من أجل هذه الشعلة، شعلة الرحمة والمحبة، التي كانت تفيض من قلبه، حتى صار نورا كما وصفه القرآن " قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين"، فلجأ الكل إلى أحضانه عليه الصلاة والسلام، " آدم ومن دونه تحت لوائي يوم القيامة"، وبهذا اكتملت شمس النبوة، وأسدل ستار نجوم الأنبياء عليهم السلام، حتى نزل قول ربنا الكريم يخبرنا عن غياب صورة شمس النبوة، يا رسول الله إنك ميت وإنهم ميتون " كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام"، ولكن شمس أمة دينه لم تغب، بقيت وستبقى بحفظ الله قائمة بأمناء ظاهرين على الحق، كما وصف المصطفى عليه الصلاة والسلام : " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خاذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك"، وبما أن للدين ظاهر وباطن، فظاهر الدين قيد الله له علماء متقين ينوبون عن المصطفى عليه الصلاة والسلام في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتوجيه الناس لما فيه صلاح دينهم ودنياهم، وباطن الدين إنما يسلك بمشايخ أهل الطريقة من أهل الله العارفين، حتى اشتهر في حقهم " الشيخ في قومه كالنبي في أمته" وأن " من لا شيخ له فشيخه الشيطان"، فهؤلاء رضي الله عنهم وأرضاهم وضعوا قواعد السلوك للسائرين إلى الله، واهتموا بالأخلاق، لعلمهم أن الدين هو الخلق، وأن المصطفى عليه الصلاة والسلام جاء لإتمام مكارم الأخلاق، وأن خير ما وصف به صلى الله عليه وسلم في قرآن يتلى أناء الليل وأطراف النهار " وإنك لعلى خلق عظيم"، واليوم شيخنا رضي الله عنه وأرضاه إنما يمثل نهج جده المصطفى عليه الصلاة والسلام في إحياء سننه وآدابه المحمدية، والداعي إلى الله تعالى بإذنه، فهو النبراس المنير للسالكين إلى الله والطالبين لوجهه الكريم، والذي ينفع الله تعالى اليوم به البلاد والعباد، والذي يأخذ بيد من يصاحبه في مراتب التقوى ومقامات الإحسان، وقد أثبت اليوم للجميع في ديار المسلمين وغير المسلمين أن التصوف الحق هو المنهج العملي للتحقق بالإيمان الذوقي والمقام الإحساني والتخلق بالأخلاق المحمدية والتخلص من عيوب النفس، وما إلى ذلك من المقامات الرفيعة التي كان عليها سلفنا الصالح رضوان الله عليهم، فهو لعمل كامل جهده من أجل أن يتحقق الناس بالخلق الحسن، وأن التصوف عنده " وإنك لعلى خلق عظيم" فلا تصوف عنده إلا بفقه، إذ لا تعرف أحكام الله الظاهرة إلا منه، ولا فقه عنده إلا بتصوف، إذ لا عمل إلا بصدق التوجه إلى الله، ولا هما إلا بإيمان، فلزم الجمع لتلازمها في الحكم، كتلازم الأرواح للأشباح، وهنا يأتي كلام إمام المدينة سيدنا مالك رضي الله عنه وأرضاه " من تصوف ولم يتفقه فقد تزندق، ومن تفقه ولم يتصوف فقد تفسق، ومن جمع بينهما فقد تحقق" الأول تزندق لنفيه الحكمة والأحكام، والثاني تفسق لخلو علمه وعمله من صدق التوجه إلى الله والحاجز عن معصية الله وعن الإخلاص المشروط في الأعمال، والثالث تحقق بالحقيقة في عين تمسكه بالحق، وخلاصة القول إن رسالته رضي الله عنه وأرضاه إنما تعمل على تخريب أوهام حجاب النفوس، وإزالة ما دس فيها من المدسوس، والغيبة عن الملموس و المحسوس ، لكي لا تبقى إلا حقيقة موجودة في القلوب والنفوس أن لا إله إلا الله تنفي كل إحساس لكي تشرق أشعة الفطرة من جديد في قلب الإنسان، فتخرج من حجب النفس لتضيء عالم الإطلاق، فتسمع هذه القلوب قوله تعالى " ألست بربكم قالوا بلى". | |
|