ة
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي المسلم: احرص لمعرفة هذه المسائل والأحكام عن ... الرياضـة في الإســلام... وضوابطها الشرعية
ان الحمد لله نحمده ونسـتعينه ونسـتغفره , ونعـوذ بالله من شـرور أنفســنا ومن سـيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضـل له ، ومن يضـلل فلا هـادي له , وأشـهد أن لا اله الا الله وحـده لا شــريك له , وأشـهد أن محمدا عبده ورســوله . وبعد
فإن مجال الرياضة يتسع للكبير والصغير ، وتختلف دوافع أهله ، وتتفاوت طموحاتهم ، وتتنوع طاقاتهم ، فمنهم المحسن ، ومنهم المسيء . والرياضة في ذاتها سواء كانت بدنية أو ذهنية ، منها النافع المفيد ، ومنها الضار الفاسد . ثم الرياضة وغير الرياضة بل كل شأن من شؤون الحياة - لا بد من ضبطه بكتاب الله وبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم سواء كان قولاً أو فعلاً ، دافعاً أم سلوكاً. ولا يصلح في ذلك ما تعارفت عليه الأمم والشعوب ، أو ما صار مشهوراً مألوفاً إذا خالف شرع الله تعالى ؛ إذ الشرع حاكم على الأفراد والدول والجماعات ، وضابط للمشاعر والسلوكيات ، ومهيمن على كل ناحية من نواحي الحياة وزاوية من زواياها. { ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين } .
وقد رأينا أن نسوق مسائل عدة بين يدي الحديث عن حكم الرياضة في الإسلام وحكم الألعاب الرياضية الشائعة في عالمنا المعاصر . والله نسأل أن يـجعلها نصيحة خالصة لوجهه الكريم ، وذخـراً يوم الدين يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم
الحرص على رضا الله تعالى: يحرص المسلم على أن ينال رضا الله والجنة ، وأن ينجو من سخطه ومن النار ، ولذلك فهو في رياضته وفي شأنه كله يقي نفسه وفق منهج العبودية ، ويحرص على الاستقامة على كتاب الله وسنة رسوله، فهذه هي الغاية من خلق الخلق؛قال تعالى:{ وما خلقت الجن والإنس الا ليعبدون -
- سعة مفهوم العبادة في الإسلام : العبادة كما يعرّفها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله عليه:
هي مفهوم واسع ، واسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة وقال أيضاً: العبادة هي طاعة الله بامتثال ما أمر الله به على ألسنة الرسـل .
فمن الخطأ أن يتوهم بعض الناس أن الرياضة لا علاقة لها بالدين ويردد المقولة الفاسدة:
دع ما لقيصر لقيصر ، وما لله لله ! أو يظن أن العبادة قاصرة على الصلاة والصيام والزكاة والحج وحسب !
وقد وسع الشرع في مفهوم الصدقة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( تبسمك في وجه أخيك صدقة ).
* الإسلام لا يعارض التطور والتحضر والتقدم :
لا تعارض بين التطور وبين استمساكنا بعقيدتنا وأخلاقنا الإيمانية ، وقد أمر سبحانه المؤمنين بالأخذ بكل أسباب القوة فقال: { وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة } . ومن سمات هذه الدعوة المباركة التطور ، لا رجوع الى الوراء ، ولكن التطور إنما يكون فيما يقبل التطور ولا مصادمة فيه للكتاب والسنة ؛ فالعبادات ، كالصلاة ونحوها ، تؤخذ دون زيادة أو نقصان ، لأن الأصل فيها التوقيف ؛ أما المعاملات فالأصل فيها الإباحة إذا روعيت ضوابطها الكلية مثل: (لا ضرر ولا ضرار) ؛ فلا يُحظر ولا يُمنع من المعاملات إلا ما خالف الكتاب والسنة ، فلا مانع شرعي من صناعة السيارات والطائرات ، ولا حرج في بناء النوادي والمدارس ، والعبرة بما استخدمت من أجله ، فالوسائل لها حكم المقاصد ، وحسبنا أن تكون غايتنا مشروعة والوسائل إليها محمودة.
* الغرض المقصود من الرياضة :
يقول أحد المشايخ : إن الغرض من جميع هذه الرياضات التي كانت تُعرف في صدر الإسلام بالفروسية هو الاستعانة بها على إحقاق الحق ونصرته والدفاع عنه . ولم يكن الغرض منها الحصول على المال وجمعه ، ولا الشهرة وحب الظهور ، ولا ما يستتبع ذلك من العلو في الأرض والفساد فيها ، كما هي أكثر حال المرتاضين اليوم .
إن المقصود من كل الرياضات على اختلاف أنواعها هو احراز القوة واكتساب القدرة على الجهاد في سبيل الله تعالى ، وعلى هذا يجب أن تفهم الرياضة في الإسلام ، ومن فهمها على غير هذا النحو فقد أخرجها عن مقصدها الحسن الى قصد سيئ من اللهو الباطل .
والأصل في مشروعية الرياضة قوله تعالى: { وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة } ؛ وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( المؤمن القوي خير وأحب الى الله من المؤمن الضعيف ) . والقوة في الإسلام تشمل السيف والسنان ، والحجة والبرهان. أ.هـ.
ومن أجل هذا الغرض أَذِن النبي صلى الله عليه وسلم للحبشة أن يلعبوا بالحراب في مسجده الشريف ، وأَذِن لزوجته عائشة رضي الله عنها أن تنظر إليهم ، وهو يقول لهم: ( دونكم يا بني أرفدة ) ، وهي كُنية يُنادى بها أبناء الحبشة عند العرب. وتقول عائشة رضي الله عنها: ( لقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يسترني بردائه وأنا أنظر الى الحبشة يلعبون في المسجد حتى أكون أنا التي أسأمه ، فاقْدُروا قدر الجارية الحديثة السن (الصغيرة) الحريصة على اللهو ) متفق عليه.
* فوائد الرياضة :
ولـها عدد من الفوائد والقيم منها القيمة الجسدية ،التربوية ،الاجتماعية ،الخلقية ،الإبداعية ، الذاتية والعلاجية. فلا بأس بشيء من اللهو المباح للترويح عن النفس ، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يمزح ولا يقول إلا حقاً ، ويأمر الركب أن ينطلق ثم يسابق السيدة عائشة رضي الله عنها ويقول خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهلي.
وقال أيضا: ( ان لربك عليك حقاً ، ولأهلك عليك حقاً ، ولنفسك عليك حقاً ، فأعط كل ذي حق حقه )