kaoutar.tanji
عدد المساهمات : 5 نقاط : 11 السٌّمعَة : 3 تاريخ التسجيل : 08/03/2012 العمر : 39
| موضوع: معنى الذكر في الكتاب و السنة و أقوال العلماء حجية الإكثار من ذكر الله الجمعة يونيو 01, 2012 1:30 pm | |
|
1- ما معنى الذكر في القرآن الكريم؟ و ما المراد بالذكر الكثير؟ 2- ما هي فوائد الذكر؟ وما هي الآيات و الأحاديث التي تحث على الذكر؟
معاني كلمة الذكر
أطلقت الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة كلمة الذكرعلى عدة معان: 1- فتارة قُصِدَ بها القرآن الكريم كما في قوله تعالى: {إنَّا نحن نزّلنا الذِّكرَ وإنّا لهُ لَحافظونَ} [الحجر: 9]. 2- وتارة قُصِدَ بها صلاة الجمعة: {يا أيُّها الذين آمنوا إذا نُودِيَ للصلاة من يوم الجمعة فاسعَوا إلى ذكرِ اللهِ} [الجمعة: 9]. 3- وفي موطن آخر عُنِيَ بها العلم: { وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فاسألوا أهل الذكر إنْ كنتم لا تعلمونَ} الأنبياء: 7. 4- وفي معظم النصوص أُريدَ بكلمة “الذكر” التسبيحُ والتهليل والتكبير والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، كما في قوله تعالى: {فإذا قَضيتُمُ الصلاةَ فاذكروا اللهَ قياماً وقعوداً وعلى جنوبِكُم} [النساء: 102]. وقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتُمْ فِئةً فاثبتوا واذكروا اللهَ كثيراً} [الأنفال: 45]. وقوله تعالى: {واذكُرِ اسمَ ربِّكَ وتَبَتَّلْ إليهِ تبتيلاً} [المزمل: 8].
- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:“إن الله عز وجل يقول: أنا مع عبدي إذا هو ذَكرني وتحركت بي شفتاه” رواه ابن ماجه في كتاب الأدب وابن حبان في صحيحه. والإمام أحمد في مسنده والحاكم كما في “فيض القدير” ج1/ص309.
- وعن عبد الله بن بِسر أن رجلاً قال: يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت عليَّ، فأخبرني بشيء أتشبث به. قال: “لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله”رواه الترمذي في كتاب الدعوات وقال: حديث حسن.
حجية الإكثار من ذكر الله من الكتاب والسنة:
- وقال تعالى: {الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جُنوبهم} [آل عمران: 191]. - وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً وسَبِّحُوه بكرةً وأصيلاً} [الأحزاب: 41 -42]. - وقال تعالى: {واذكرْ ربك كثيراً وسبح بالعشي والإبكار) [آل عمران: 41]. - وقال أيضاً: {واذكُرِ اسمَ ربك بكرة وأصيلاً} [الدهر: 25]. - وقال أيضاً: {فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبكم} [النساء: 103]. - وقال أيضاً: {فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرضِ وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيراً لعلَّكُم تُفلحون} [الجمعة: 10]. - وقال أيضاً: {رِجال لا تُلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكرِ اللهِ} [النور: 37]. - وقال أيضاً: {يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالُكم ولا أولادُكم عن ذكر الله} [المنافقون: 9]. - وقال أيضاً: {والذاكرين الله كثيراً والذاكراتِ أعدّ اللهُ لهُم مغفرة وأجراً عظيماً} [الأحزاب: 35].
قال ابن عباس رضي الله عنهما -الذي دعا له النبي صلى الله عليه و سلم بقوله: اللهم فقهه في الدين و علمه التأويل:-) المراد: يذكرون الله في أدبار الصلوات، وغدواً وعشياً وكلما استيقظ من نومه، وكلما غدا أو راح من منزله، “الفتوحات الربانية على الأذكار النووية” ج1/ص106 - 109.
وقال مجاهد: لا يكون من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات حتى يذكر الله تعالى قائماً وقاعداً ومضجعاً) “الفتوحات الربانية على الأذكار النووية” ( ج1/ص106
وأما من السنة:
1- عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربَّهُ مثل الحي والميت” رواه البخاري في صحيحه في كتاب الدعوات. 2- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن لله ملائكةً يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر، فإذا وجدوا قوماً يذكرون الله تنادوا: هلموا إلى حاجتكم. قال: فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا. قال: فيسألهم ربهم عز وجل - وهو أعلم بهم : ما يقول عبادي؟ قال: يقولون: يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك. قال: فيقول: هل رأوني؟ قال: فيقولون: لا والله ما رأوْك؛ قال: فيقول: وكيف لو رأوْني؟ قال: يقولون: لو رأوْك كانوا أشد لك عبادةً وأشد لك تمجيداً، وأكثر لك تسبيحاً. قال: يقول: فما يسألونني؟ قال: يقولون: يسألونك الجنة. قال: يقول: هل رأوْها؟ قال: يقولون: لا والله يا رب ما رأوْها. قال: فيقول: فكيف لو أنهم رأوْها؟ قال: يقولون: لو أنهم رأوْها كانوا أشد عليها حرصاً، وأشد لها طلباً، وأعظم فيها رغبة. قال: يقول: فمِمَّ يتعوذون؟ قال: يقولون: من النار، قال: يقول: وهل رأوْها؟ قال: يقولون: لا والله ما رأوها. قال: يقول: فكيف لو رأوها؟ قال: يقولون: لو رأوْها كانوا أشد منها فراراً وأشد لها مخافة. قال: فيقول: أُشْهِدُكم أني قد غفرت لهم. قال: يقول ملك من الملائكة: فيهم فلان ليس منهم إنما جاء لحاجة. قال: يقول: هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم” أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب الدعوات.
ففي هذا الحديث فضل مجالس الذكر والذاكرين وفضل الاجتماع على ذلك، وإن جليسهم يندرج معهم في جميع ما يتفضل عليهم ربهم إكراماً لهم؛ وإن لم يشاركهم في أصل الذكر، وبمجالسته لهم صار سعيداً لأن من جالس جانس؛ إن صحت النية.
3- وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا. قالوا: يا رسول الله وما رياضُ الجنة؟ قال: حِلَق الذكر” أخرجه الترمذي في كتاب الدعوات وحسنه.
4- وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لَيبعثنَّ الله أقواماً يوم القيامة في وجوههم النور، على منابر اللؤلؤ، يغبطهم الناس، ليسوا بأنبياء ولا شهداء، قال: فجثا أعرابي على ركبتيه فقال: يا رسول الله حِلْهُم [حلهم: صفهم لنا وعرفنا نزلهم] لنا نعرفْهم! قال: هم المتحابون في الله من قبائل شتى، وبلاد شتى يجتمعون على ذكر الله يذكرونه”رواه الطبراني بإسناد حسن كما في “الترغيب والترهيب” 2/406.
5- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في طريق مكة فمر على جبل يقال له: جُمْدان فقال: “سيروا هذا جُمْدان سبق المفَرِّدون. قيل: وما المُفَرِّدون يا رسول الله؟ قال: المستَهتَرون بذكر الله، يضع الذكر عنهم أثقالهم فيأتون الله يوم القيامة خفافاً” أخرجه مسلم في كتاب الذكر والترمذي في كتاب الدعوات. والمستَهْتَرون: هم المولعون بالذكر المداومون عليه، لا يبالون ما قيل فيهم ولا ما فُعِلَ بهم.
6- وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ألا أُنبئكم بخير أعمالكم، وأزْكاها عند مليكِكم، وأرفعها في درجاتكم، وخيرٍ لكم من إنفاق الذهب والوَرِق [الورق: الفضة]، وخيرٍ لكم من أن تلْقَوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: بلى. قال: ذكرُ الله تعالى”، فقال معاذ بن جبل رضي الله عنه: (ما شيءٌ أنجى من عذاب الله من ذكر الله) رواه الترمذي في كتاب الدعاء باب ما جاء في فضل الذكر. ورواه ابن ماجه في “الأدب” باب فضل الذكر.
7- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول الله تعالى: “أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرتُه في نفسي، وإن ذكرني في ملأٍ ذكرتُه في ملأٍ خيرٍ منهم، وإن تقرَّب إليَّ شبراً تقربتُ إليه ذراعاً، وإن تقرَّبَ إليَّ ذراعاً تقربتُ إليه باعاً، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة” أخرجه مسلم في كتاب الذكر، والبخاري في كتاب التوحيد والترمذي في كتاب الدعوات، والنسائي، وابن ماجه
8- وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ما من قومٍ اجتمعوا يذكرون الله عز وجل لا يريدون بذلك إلا وجهه؛ إلا ناداهم منادٍ من السماء أن قوموا مغفوراً لكم فقد بُدلت سيئاتكم حسنات” رواه الإمام أحمد، ورجاله رجال الصحيح كذا في “مجمع الزوائد” ج10/ص76.
9- وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يقول الرب تبارك وتعالى: مَن شغلَهُ قراءةُ القرآن وذكري عن مسألتي أعطيتُهُ أفضلَ ما أُعطي السائلين. ”أخرجه الترمذي في كتاب “فضائل القرآن” وقال: حديث حسن والدارمي والبيهقي.
أقوال العلماء في فضل الذكر:
قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: (لم يفرض الله تعالى على عباده فريضة إلا جعل لها حداً معلوماً، ثم عذر أهلها في حال العذر، غير الذكر؛ فإنه لم يجعل له حداً ينتهي إليه، ولم يعذر أحداً في تركه إلا مغلوباً على عقله، وأمرهم بذكره في الأحوال كلها، فقال عز من قائل: {فاذكُروا اللهَ قياماً وقعوداً وعلى جُنُوبِكُم} [النساء: 103]. وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً} [الأحزاب: 41] أي بالليل والنهار، وفي البر والبحر، والسفر والحضر، والغنى والفقر، وفي الصحة والسقم، والسر والعلانية، وعلى كل حال) [“نور التحقيق” ص147].
قال ابن عطاء الله السكندري: (الذكر هو التخلص من الغفلة والنسيان بدوام حضور القلب مع الحق، وقيل: ترديد اسم الله بالقلب واللسان، أو ترديد صفة من صفاته، أو حكم من أحكامه، أو فعل من أفعاله، أو غير ذلك مما يُتقرَّبُ به إلى الله تعالى) “مفتاح الفلاح” ص4 لابن عطاء الله السكندري المتوفى 709ه].
قال الإمام أبو القاسم القشيري رضي الله عنه: (الذكر منشور الولاية، ومنار الوصلة، وتحقيق الإرادة، وعلامة صحة البداية، ودلالة النهاية، فليس وراء الذكر شيء؛ وجميع الخصال المحمودة راجعة إلى الذكر ومنشؤها عن الذكر). وقال أيضاً: (الذكر ركن قوي في طريق الحق سبحانه وتعالى، بل هو العمدة في هذا الطريق، ولا يصل أحد إلى الله تعالى إلا بدوام الذكر) [“الرسالة القشيرية” ص110].
قال ابن قيم الجوزية: (ولا ريب أن القلب يصدأ كما يصدأ النحاس والفضة وغيرهما، وجلاؤه بالذكر، فإنه يجلوه حتى يدعه كالمرآة البيضاء، فإذا تُرك صدىء، فإذا ذكر جلاه. وصدأ القلب بأمرين: بالغفلة، والذنب؛ وجلاؤه بشيئين: بالاستغفار والذكر. فمن كانت الغفلة أغلب أوقاته كان الصدأ متراكماً على قلبه، وصدؤه بحسب غفلته. وإذا صدىء القلب لم تنطبع فيه صور المعلومات على ما هي عليه؛ فيرى الباطل في صورة الحق، والحق في صورة الباطل، لأنه لمَّا تراكم عليه الصدأ أظلم فلم تظهر فيه صور الحقائق كما هي عليه. فإذا تراكم عليه الصدأ، واسودَّ، وركبه الرانُ فَسَدَ تصورُه وإدراكه فلا يقبل حقاً، ولا ينكر باطلاً، وهذا أعظم عقوباتِ القلب. وأصل ذلك من الغفلة واتباع الهوى، فإنهما يطمسان نور القلب ويعميان بصره. قال تعالى: {ولا تطعْ مَنْ أغفلْنا قلبَه عن ذكرِنا واتبع هواه وكان أمرُهُ فرطا} [الكهف: 28]) [“الوابل الصيب من الكلم الطيب” لابن قيم الجوزية
قال العلامة فخر الدين الرازي في تفسيره: (إن الموجب لدخول جهنم هو الغفلة عن ذكر الله تعالى، والمخلِّص من عذاب جهنم هو ذكر الله تعالى، وأصحاب الذوق والمشاهدة يجدون من أرواحهم أن الأمر كذلك، فإن القلب إذا غفل عن ذكر الله، وأقبل على الدنيا وشهواتها، وقع في باب الحرص وزمهرير الحرمان، ولا يزال ينتقل من رغبة إلى رغبة، ومن طلب إلى طلب، ومن ظلمة إلى ظلمة، فإذا انفتح على قلبه باب ذكر الله ومعرفة الله تخلِّص من نيران الآفات، ومن حسرات الخسارات، واستشعر بمعرفة رب الأرض والسموات) [تفسير الفخر الرازي ج4/ص472].
فضل الذكر:
1- أن ذكر الله عز وجل يقوي صلة العبد بربه، وذلك أنه يورث الذاكر رضا الله ومحبته ومراقبته والإنابة إليه والقرب منه وأنه معه والهيبة له وذكر الله تعالى له كما في قوله تعالى: {فَٱذْكُرُونِى أَذْكُرْكُمْ} [البقرة:152]، وقوله صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه تبارك وتعالى: ((من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم)) أخرجه البخاري بلفظه (7405)، ومسلم (2675). ، ويذكره الله عند الشدة، ويزيل الوحشة بين العبد وبين ربه، ويوجب له الأمان من نسيانه الذي هو سبب شقاء العبد في معاشه ومعاده، وأنه أصل موالاة الله عز وجل ورأسها، والغفلة أصل معاداته وأسها، ويوجب صلاة الله وملائكته على الذاكر.
2- أن ذكر الله عز وجل يطرد الشيطان ويقمعه ويكسره، ولا يحرز العبد نفسه من الشيطان إلا بذكر الله تعالى، كما جاء في حديث الحارث الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((وآمركم أن تذكروا الله تعالى، فإن مثل ذلك كمثل رجل خرج العدو في أثره سراعا، حتى إذا أتى على حصن حصين فأحرز نفسه منهم، كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله تعالى..)) رواه الترمذي (2863، 2864). . 3- أنه يزيل الهم والغم عن القلب، ويجلب له الفرح والسرور والبسط، ويقويه وينوره، ويورث حياة القلب، وينبهه من نومه، ويوقظه من سنته، وأنه قوت القلب والروح، وأن في القلب قسوة لا يذيبها إلا ذكر الله تعالى، وأنه شفاؤه ودواؤه، ويذهب عنه الخوف.
4- أنه أيسر العبادات وهو من أجلها وأفضلها، وأنه من أكبر العون على طاعة الله، وله من بين الأعمال لذة لا يشبهها شيء، قال مالك بن دينار: "وما تلذذ المتلذذون بمثل ذكر الله عز وجل، فليس شيء من الأعمال أخف مؤونة منه، ولا أعظم لذة" البيهقي في شعب الإيمان (704)، والأصفهاني في الترغيب (1371). ، وقال الحسن البصري: "تفقدوا الحلاوة في ثلاثة أشياء: في الصلاة، وفي الذكر، وفي قراءة القرآن، فإن وجدتم وإلا فاعلموا أن الباب مغلق". ذكره ابن القيم في مدارج السالكين: 2 / 476 وأن إدامته تنوب عن التطوعات، وتقوم مقامها سواء كانت بدنية أو مالية أو بدنية مالية، كحج التطوع.
5- أن كثرة ذكر الله أمان من النفاق، قال تعالى: {إِنَّ ٱلْمُنَـٰفِقِينَ يُخَـٰدِعُونَ ٱللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ قَامُواْ كُسَالَىٰ يُرَاءونَ ٱلنَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ ٱللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً} [النساء:142]، قال كعب بن مالك رضي الله عنه: (من أكثر ذكر الله برئ من النفاق). شعب الإيمان (1/ 415)
6- أنه يكسو الذاكر المهابة والحلاوة والنضرة. 7- ويفتح له بابا عظيما من أبواب المعرفة. 8- وأنه سبب اشتغال اللسان عن الغيبة والنميمة والكذب والفحش والباطل. 9- وأنه يجلب الرزق والنعم، ويدفع النقم. 10- وأنه يسهل الصعب، وييسر العسير، ويخفف المشاق، وأنه يعطي للذاكر قوة، حتى إنه ليفعل مع الذكر ما لم يطق فعله بدونه.
11- وأنه رأس الشكر، فما شكر الله تعالى من لم يذكره، وجمع الله بينهما قال تعالى: {فَٱذْكُرُونِى أَذْكُرْكُمْ وَٱشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ} [البقرة:152]، وكذلك جمع بينهما النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث معاذ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: ((والله ـ يا معاذ ـ إني لأحبك، فلا تنس أن تقول دبر كل صلاة: اللهم أعني على ذكرك وشكرك، وحسن عبادتك)) رواه أبو داود (1522)..
12- أنه يجعل الدعاء مستجابا، فالدعاء الذي تقدمه الذكر والثناء أفضل وأقرب إلى الإجابة من الدعاء المجرد كما في حديث فضالة بن عبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يدعو في صلاته لم يحمد الله تعالى ولم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لقد عجل هذا))، ثم دعاه فقال له أو لغيره: ((إذا صلى أحدكم فليبدأ بتمجيد ربه عز وجل والثناء عليه، ثم ليصلِّ على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يدعو بعدُ بما شاء)) رواه أحمد (6/ 18)، والترمذي (3477)، و أبو داود (1481)..
13- أنه منجاة من عذاب الله تعالى قال معاذ رضي الله عنه: (ما عمل العبد عملا أنجى له من عذاب الله من ذكر الله) الموطأ (1/ 211)، وشعب الإيمان (519).
14- وأنه غرس الجنة، كما في حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لقيت ليلة أسري بي إبراهيم الخليل عليه السلام فقال: يا محمد أقرئ أمتك السلام، وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة، عذبة الماء، وأنها قيعان، وأن غراسها: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر)) رواه الترمذي (3462)..
15- وأن الذكر نور للذاكر في الدنيا، ونور له في قبره، ونور له في معاده، ويسعى بين يديه على الصراط. وجميع العبادات يشترط لصحتها شروط إلا ذكر الله تعالى، فإنه يصح بطهارة وغيرها وفي جميع الحالات: في القيام والقعود... وغيرها.
ولهذا قال النووي: أجمع العلماء على جواز الذكر بالقلب واللسان للمُحْدِث والجنب والحائض والنفساء، وذلك في التسبيح والتحميد والتكبير والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم والدعاء ونحو ذلك)[“الفتوحات الربانية على الأذكار النووية” ج1/ص106 -109].
فالذكر صقال القلوب، ومفتاح باب النفحات، وسبيل توجه التجليات على القلوب، وبه يحصل التخلق، لا بغيره. لذلك فالمريد لا يصيبه غم أو هم أو حزن إلا بسبب غفلته عن ذكر الله، ولو اشتغل بذكر الله لدام فرحه وقرت عينه، إذ الذكر مفتاح السرور والفرح، كما أن الغفلة مفتاح الحزن والكدر.
أما ما يقوله بعضهم: (إن المراد بالذكر هو العلم بالحلال والحرام)، فجوابه: (أن لفظ الذكر مشترك بين العلم والصلاة والقرآن وذكر الله تعالى، لكن المعتبر في اللفظ المشترك ما غلب استعماله فيه عرفاً، وغيره إنما يصرف إليه بقرينة حالية أو لفظية، ولفظ الذكر قد غلب استعماله في ذكر الله حقيقة، ومن غير الغالب أن يطلق ويراد به العلم، كما قال تعالى: {فاسألوا أهل الذكر} فالمراد به العلم بقرينة السؤال.
| |
|