الزاوية البودشيشية طريقة محمدية متكاملة

الزاوية البودشيشية طريقة محمدية متكاملة

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين ..امابعد
نسب شيوخ الزاوية البوتشيشية

ينتسب الشيوخ البودشيشيون ، إلى الفرع الحسني من آل البيت النبوي مرورا بالشيخ عبد القادر الجيلالي ( 470 هـ - 561 هـ ) فالشيخ الحالي هو : حمزة ( ولد 1922 م ) بن العباس (توفي 1972 م) بن المختار ( توفي 1914 م ) بن الحاج محي الدين بن الحاج المختار بن المختار الأول بن محمد بن محمد كذلك . بن محمد بن أبي دخيل بن الحسن بن شعيب ، بن علي بن عبد القادر بن محمد بن احمد بن لقمان بن محمد بن محمد بن عبد الرزاق الثاني ، بن الشيخ اسماعيل بن الشيخ عبد الرزاق بن الشيخ سيدي عبد القادر الجيلالي بن موسى بن عبد الله بن يحي الزاهد بن محمد بن داود بن موسى بن عبد الله بن موسى الجون بن عبد الله الكامل بن الحسن المتنى بن الحسن السبط بن الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و هو زوج فاطمة الزهراء بنت الرسول صلى الله عليه و سلم .

سند الطريقة القادرية البودشيشية

ذكرت بعض المصادر ثلاث سندات للطريقة و اختصارا فالأصل يعود إلى الفرع القادري فالشيخ الحالي حمزة بن العباس أخذا عن أبي مدين عن سيدي المنور عن سيدي المختار الذي كان يجاهد ضد الغزو الفرنسي في أحفير و أنجاد و جبال بني يزناسن حيث مسقط رأسه و قد أخذ الشاذلية عن امحمد لحلو بمدينة فاس عن امحمد بن علي المراكشي الدرقاوي ، و قد ظهرت الطريقة في البداية في تاغجيرت التي نشأت فيها العائلة القادرية ثم تأسست الزاوية بعد ذلك بالموقع الحالي في الحرشة بقرية مداغ إقليم بركان.

أما تسميتها بالبودشيشية فتذكر الروايات أن أحد الشيوخ عرف بإطعام الدشيشة (و هي نوع من الكسكس يصنع من الزرع) أيام القحط و الجذب و تذكر روايات أخرى أن الجد المدعو بوعلي زار أحد الصالحين و معه جماعة فقدم لهم دشيشة فاستنكفوا ذلك و جلس هو يأكل وحده حتى أنهى ما في القصعة فقال ذلك الصالح ذهب بودشيشة بكل شيء فكان ذلك إشارة إلى ذهابه بأسرار الطريقة . و عند الانصراف طلبوا من الشيخ الدعاء لهم ، أجابهم أن البركة أخذها بودشيشة ، فاشتهر بهذا اللقب .

أهداف الزاوية القادرية

ككل الزوايا و الطرق الصوفية تهدف الطريقة القادرية البودشيشية إلى التمسك بالشريعة الإسلامية السمحاء ، الاجتهاد في العبادات و تزكية النفوس بألوان الطاعات ، و تعلم العلم و تعليمه، التخلق بكل خلق سني و خلع كل خلق دنيء ، التزاور و التراحم و التعاون في أمور الدين و الدنيا ، الدعوة إلى الله بالحال و القول و العمل ثم السخاء و الجود و الكرم لوجه الله بدون عوض و من هنا كانت المقولة الصوفية الشهيرة أقبح قبيح : صوفي شحيح و قول السيد حمزة بن العباس لا يكون السخي سخيا حتى ينسى ما أعطاه و لا يذكره أبدا .
موح الروحي أو من يعاني من بعض المشاكل النفسية حسب الظروف كما هناك أذكار لنفع لأمة لا يذكرها إلا بعض الخواص لدفع بلاء عام أو مصيبة تحل بالبلاد أو خطر يهدد العباد .



المكانة الروحية و الاجتماعية للزاوية

استطاعت الزاوية بطريقتها السالفة الذكر أن تستقطب عشرات الآلاف من المريدين و المحبين إذ أن الموسم السنوي الذي تقيمه إحياءا لليلة المولد النبوي وحده يحضره عشرات الألاف من الأ شخاص (رجالا و نساءا) من كل بقاع العالم فبالإضافة إلى الوافدين من المدن المغربية المتعددة نجد مريدين من أمريكا و كندا و دول أوروبا الغربية و آسيا ثم إفريقيا و تمكنت من إنقاذ عدد هام من الشباب من براثن الانحلال و الانحراف .. في العالم خاصة في عصرنا و تختلف مستويات المريد من أمي و معطل إلى عالم و دكتور .

كما ساهم تواجد الزاوية الأم بقرية مداغ في توسيع العمران بالمنطقة وإنشاء مرافق اجتماعية كالإنارة و الماء ... و خاصة الطريق الرابطة بين مداغ و بركان و تخصيص حافلتين للنقل فضلا عن الرواج الاقتصادي إذ أن هذا الموسم الذي يستغرق يومين ( ما بين الاستقبال و الاحتفال ) وحده كاف لخلق حركة تجارية مهمة سواء في المدينة (بركان) نظرا لكمية المواد اللازمة لتغذية الوافدين أو بجانب الزاوية حيث تنتشر بعض المحلات المؤقتة للمأكولات الخفيفة مما يخلق دخلا لا بأس به لعدد هام من السكان المحليين و كذا معارض للكتب الدينية و الصور ثم وسائل النقل الوطني المتمثلة في العدد الهائل من الحافلات القادمة من مختلف جهات المملكة . و يرجع الفضل للزاوية كذلك في التعريف بالمنطقة بحيث من فضل الله أن جعل لمنطقة بركان الأكثر تهميشا من خلال أبسط قرية ذكرا في العالمين و لولاها لبقيت مداغ كمثيلاتها من المداشر و الدواوير القروية نسيا منسيا.



الزاوية و المقاومة الوطنية

شارك شيوخ البودشيشية في مقاومة الاستعمار ببسالة و تعرضوا للنهب وفقدوا بعض ممتلكاتهم. فلم تقم الزاوية الحالية إلا بعد إحراق و تدمير منازلهم بتاغجيرت . إذ كان أحد أقطاب الزاوية خير معين للأمير عبد القادر الجزائري مند 1830 م و قاد مقاومة الاستعمار الإسباني الذي كان يريد التوسع خارج مليلية . و كان الشيخ المختار ينظم الجهاد ضد الفرنسيين غداة احتلال وجدة عام 1907 و كان يستشار من طرف السلطان مولاي الحسن الأول في شؤون القبائل و حل النزاعات و قاومت الزاوية ( الدار البالية ) أما دور المختار الثالث بن محيي الدين في المقاومة فهو معروف لدى سكان المنطقة و محفوظة في وثائق الجيش الفرنسي بباريس خاصة البلاغات العسكرية الفرنسية المتعلقة بالموضوع كما ذكر ذلك قدور الورطاسي في كتابه بنويزناسن عبر الكفاح الوطني ثم مخطوط بالخزانة العامة بالرباط .

الزاوية و الاحتفال بالمولد النبوي

من الأنشطة المتعددة الدينية و الثقافية للزاوية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف و هي مناسبة عظيمة يحضرها من 21.000 إلى أزيد من30.000 شخص - ففضلا عن مختلف المدن المغربيةتعرف هذه الإحتفالات حضورا لأفواج من المريدين من كل بقاع العالم لذا لا نستغرب كون بعض المحاضرات تلقى باللغات الأجنبية خاصةالفرنسية و الإنجليزية أو الإسبانية. كما تقيم الزاوية احتفالات إحياء ليلة السابع و العشرين من رمضان و ذكرى وفاة المغفور له محمد الخامس و الحسن الثاني حاليا. كما تقوم يوميا بتربية عدد من الراغبين في دخول الطريقة و على نفقتها كل ما يتعلق بذلك من طعام و شراب و إقامة في انتظار إتمام مشروع جامعة للتربية الصوفية و تدريس العلوم الإسلامية في عين المكان. و تشتمل برامج هذه الحفلات الدينية عادة على بعض الأعمال الخيرية كختان أبنا ء الفقراء ،إلقاء محاضرات و تنظيم ندوات في مواضيع دينية ثم الإقبال على أنواع الذكر كختم القرأن و صحيح البخاري وأحزاب من كتاب دلائل الخيرات وكتاب الشفاء للإمام القاضي عياض رحمه الله ..وغير ذلك
نشرة الجمعة يناير 02, 2009 2:05 pm

كل الشكر والامتنان على روعة بوحـكـ   ..

  وروعة مانــثرت .. وجمال ماطرحكت ..  

  دائما متميز في الانتقاء  

  سلمت وسلمت اناملك  

  نترقب المزيد من جديدك الرائع