naima Admin
عدد المساهمات : 78 نقاط : 246 السٌّمعَة : 3 تاريخ التسجيل : 16/02/2012
| موضوع: حد التَّصوف الإسلامي السبت فبراير 18, 2012 8:12 pm | |
| إنَّ حد " التَّصوف الإسلامي " إجمالاً: هو مجموعة الأحكام المُتَعَلِّقة بنُفُوسِ الناس تَزكيَةً؛ قال الله تعالى: ) ونَفْسٍ وما سَوَّاها % فألهمها فجورها وتقواها % قد أفلَح مَنْ زكَّاها % وقَد خابَ مَن دَسَّاها ([الشمس:7-10]، مُثْبِتاً التَّصوف: الذي يبحث في أعمـال النَّفْسِ من حيث تزكيتها، ثمَّ أوحى إلى سيدنا رسول الله محمد r: « الإحسـان: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنـه يراك » مبيِّناً أنَّـه: ركن الدِّين الثالث؛ لأن الإحسان ثمرة التزكيَـة.
و ( حَدّه ) تفصيلاً: هو أعْمَالُ الظَّاهِرِ وَالبَاطِنِ الْمُوْصِلَةِ إلى حَقِيْقَةِ الإحْسَان. فأما ( الأعمال ): فهي ما يَحْدُثُ من العَبْد. وإضـافة الأعمال إلى ( الظاهر والباطن ): لكون حوادث العبد في ظاهره وباطنـه؛ قال الله I: ) وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنـة (. فـ( الظاهرة ): الآداب والمعاملات، كالعبادات، والتعامل مع الناس، تحت ظل مكارم الأخلاق. و( الباطنة ): الإيمان والأخلاق والنيات، وهي ما تبنى عليه أعمال الظاهر وتُعتبر به عند العبد وربِّه تعالى، فتحدِّد العمل أنه شكر وغبطة، أم كفر وحسد مثلاً. وكون تلك الأعمال هي ( الموصلة ): أي: الوسيلة الصحيحة. ( إلى ): أي: حتى بلوغ الغاية من هذا الأمر، وهي: ( حقيقة الإحسان ): أي: الفناء في الله تعالى، المُعَبَّر عنه شرعاً بـ: « أن تعبد الله كأنك تراه ». قال الله تعالى: ) إن الله يأمر بالعـدل والإحسان (، قال جبريل u وهو يسـأل سيدنا رسـول الله محمـداً r عن أركان الدّيـن:" فأخبرني عن الإحسـان؟ "، قال r: « أن تعبُدَ اللهَ كأنك تراه، فإن لم تكن تراهُ فإنـه يراك ». قال أبو عبد الله الرازي :" التصوف: استقامة الأحوال مع الحق "اهـ ولله در القائل:
قوم همومُهُم بالله قد علقت
فما لهم هِممٌ تسمو إلى أحدِ فمَطلبُ القوم مَولاهم وسَيِّدُهم
يا حُسنَ مطلبهم للواحِد الصَّمد
ومن بلغ ذلك المقـام العزيز، كان حقيقة المقصود والمطلوب عنده: هو الله تعالى؛ قال الله تعالى: ) ففِرُّوا إلى الله (، ) يريدون وجهه (.
فالمُتصوف: لا يتصوف طلباً لعوضٍ أو عائدٍ، بل يسعى إلى بلوغ مرتبة الإحسان، التي تبتني على تمام مكارم الأخلاق، وهو ما يتعارض مع تلك المطالب؛ لأنها دليل على عـدم التمام: كيف! وإن مِنَ الخُلُق: رؤية النعمة ونسبتها إلى أهلها؟! وقد قال الله تعالى: ) فاستقم كما أمِرت (، وبيَّنَ حقيقةَ الأمر فقال: ) اتقوا الله ما استطعتم (، فمن قدر على عمل طولب به. قال أبو علي الجوزجاني :" كن طالباً الاستقامَة، لا طالبَ الكرامةِ؛ فإن نفسَك متحركة في طلب الكرامة، وربك يطلب منك الاستقامة "اهـ. وذلك: تحقِيْقـاً لوظيفة العُبُوْدِيَّة التي خُلِقَ للقِيَـام بها، على وجـه التمام؛ فقد قال الله تعالى: ) وما خلقت الجِنَّ والإنْسَ إلا ليعبـدون (. وعلى الجملة: فالمقصود: أن التصوف: أعمال خاصَّة يكتسبها العبد استعانة على التحقق والرشد في المعاملة، تتمثل بـ" الطّرق الصوفيَّة ". | |
|