admin Admin
عدد المساهمات : 311 نقاط : 880 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 14/02/2012 العمر : 56
| موضوع: ملامح عامة عن الطريقة القادرية البودشيشية الشريفة الثلاثاء فبراير 14, 2012 10:16 pm | |
| ملامح عامة عن الطريقة القادرية البودشيشية الشريفة
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين ..امابعد
أ/ تعريف الطريقة القادرية:
الطريقة القادرية هي الطريقة الصوفية التي تنسب إلى القطب الشيخ عبد القادر الجيلاني أو إلى أتباعه من المريدين الذين صاروا شيوخا وأئمة يطبقون تعاليمه العرفانية ويتمثلون نصائحه وتوجيهاته الروحية السديدة. وترتبط الطريقة القادرية الصوفية بالقطب العراقي الشيخ عبد القادر الجيلاني الذي كان عالم زمانه، فتبحر في علوم شتى ومعارف عدة، وكان حنبلي المذهب، متمسكا بالشرع السني بالاعتماد على القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
هذا، وقد خلف القطب عبد القادر الجيلاني من ورائه أتباعا ومريدين محبين لطريقته وأذكاره وأوراده الصوفية. كما انتشرت طريقته السلوكية والعملية في العالم الإسلامي شرقا وغربا، كما لها أتباع ومحبون عبر ربوع العالم الغربي.
ومن المناطق التي انتشرت فيها الطريقة القادرية نذكر : العراق والشام ومصر والإمارات العربية المتحدة وبلدان الغرب الإسلامي، ولاسيما المغرب حيث يوجد فيه كثير من الأشياع والأتباع الذين يعتزون كثيرا بالشيخ عبد القادر الجيلاني إلى درجة التقديس والتأليه عند بعض أتباعه الغلاة أو الجهلة منهم.
أضف إلى ذلك أن الطريقة القادرية تغلغلت في المغرب على يد بعض الحجاج المتعبدين كسيدي بومدين الغوث الذي يعد أول من أدخل الطريقة القادرية إلى المغرب. وفي هذا الصدد يقول الباحث المغربي لحسن السباعي الإدريسي:" ومن المفيد التذكير أن أول طريقة صوفية مغربية تكونت على يد العالم الكبير، ذي الأصل الأندلسي، ودفين تلمسان، سيدي بومدين الغوث، الذي أخذ التصوف على يد شيخين مغربيين هما: الشيخ الأمازيغي أبو يعزة، المعروف بمولاي بوعزة، وسيدي علي بن حرزهم، المعروف بسيدي حرازم. واتصل سيدي بومدين الغوث بعد ذلك بالعالم والشيخ الصوفي مولاي عبد القادر الجيلاني بالديار المقدسة، بمناسبة موسم الحج حيث أخذ عنه الطريقة مباشرة، وكان بذلك أول من ادخل الورد القادري إلى المغرب."1
ومن أهم تلامذة سيدي بومدين الغوث مولاي عبد السلام بن مشيش الذي أخذ عنه أبو الحسن الشاذلي مبادئ التصوف، فانتقل الشاذلي إلى تونس فمصر، وهناك أسس الطريقة الصوفية الشاذلية.
وإلى جانب الطريقتين القادرية والشاذلية ، ظهرت في القرن السادس عشر بالمغرب الطريقة الجزولية مع الإمام الجزولي صاحب كتاب" دلائل الخيرات" ، وهو أحد الرجال السبعة العلماء الذين نزلوا بمراكش، وقد جدد هذا الإمام العارف الطريقة الشاذلية لتواكب مستجدات العصر، فانتشرت الطريقة في المغرب انتشارا سريعا.
وتفرعت عن هذه المرجعيات الصوفية مجموعة من الطرائق الصوفية بالمغرب كالطريقة التيجانية، والعيساوية، والناصرية، والدرقاوية، والبودشيشية ، والعلوية، والعليوية، والدلائية، وغيرها من الطرائق الصوفية الأخرى.
والسبب في ربط طريقة صوفية بشيخ معين هو من باب الإشادة بالأستاذ التابع الذي حافظ على طريقة شيخه القطب البارز الذي تنسب إليه الطريقة في الأصل، أو لاجتهاده في الشرح والتفسير والتمثل أو بسبب التجديد والتنقيح والإضافة.
ومن الطرائق الصوفية المتفرعة حديثا عن الطريقة القادرية الزاوية البودشيشية أو البوتشيشية التي انقسمت إلى زاويتين : زاوية قادرية بوتشيشية بمدينة أحفير الواقعة على الحدود المغربية الجزائرية، وزاوية بودشيشية عليوية استقرت ببني يزناسن بمنطقة تسمى بمداغ. وهذه الزاوية أسسها الشيخ بومدين الذي تمثل الطريقة العليوية المنسوبة إلى شيخه أحمد بن عليوة الجزائري .
وقد تطورت هذه الطريقة فيما بعد على يد الشيخ العباس بوتشيش بعد استقلال المغرب، و زادت انتشارا وإشعاعا مع ابنه الشيخ الصوفي حمزة الذي تقترن به الطريقة القادرية الموجودة بمنطقة مداغ ببركان في المنطقة الشرقية من المغرب ، والتي أصبحت أكبر تجمع صوفي في العالم كما يشهد بذلك العدد الجم من المريدين الذين يأتون من كل أصقاع العالم لإحياء ليلة عيد المولد النبوي . ومن خلال قراءة الوثائق التاريخية ، نستشف أن آل بودشيش كانوا أغنياء وأثرياء زمانهم، يمتلكون الهكتارات الكثيرة من الأراضي الخصبة الصالحة للزراعة، وكان لهم نفوذ كبير على المستويات: السياسية والاجتماعية والدينية والاقتصادية والثقافية بالمغرب إبان الاحتلال الاستعماري، وبعد استقلال البلاد وتحرره من قبضة المحتل الغازي إلى يومنا هذا.2
ومن شيوخ الطريقة البودشيشية نذكر: الشيخ المختار بن محيي الدين بوتشيش، و مولاي الشيخ بومدين، والشيخ العباس، والشيخ حمزة.
ويلاحظ أن الزاوية البودشيشية بالمغرب قادرية النسب وتيجانية المشرب ، بيد أن هناك من يرى أن هذه الزاوية كانت تعتمد على الطريقة العلّيوية الجزائرية كما ذهب إلى ذلك الأستاذ عكاشة برحاب:"يدعي شيوخ الزاوية البوتشيشية أن مسلكهم في التصوف يعتمد على الطريقة القادرية، غير أن الوثائق تكشف أن الطريقة التي اعتمدها مؤسس الزاوية سيدي بومدين هي الطريقة العليوية، وهي خليط بين القادرية والدرقاوية
وعليه، يمكن القول : إن الزاوية البودشيشية لهاعدة مؤثرات مرجعية صوفية لقحت تجاربها العرفانية نظريا وتطبيقيا، ومن هذه المرجعيات الصوفية نستحضر: المرجعية القادرية، والمرجعية العليوية الجزائرية، والمرجعية التيجانية.
ب- مرتكزات الطريقة القادرية:
تنبني الطريقة القادرية وغيرها من الطرائق الصوفية على مجموعة من الخطوات التعبدية قبل الانتقال إلى الحضرة الربانية والتجسيد الميداني لما هو نظري. ويعني هذا أن الطريقة الصوفية تبتدئ بمرحلة التسخين عن طريق قراءة القرآن و استعراض أحاديث الرسول (صلعم)، والإكثار من الدعاء والتصلية وإنشاد المديح النبوي والتهليل والتسليم، لينتقل المريد بعد ذلك تحت عناية القطب والشيخ ومساعده إلى مرحلة التجربة والممارسة العرفانية التي تستخدم فيها الكوليغرافيا(الحركات الجسدية) الصوفية والتأمل الجواني الروحاني من خلال المرور بمجموعة من المقامات والأحوال والمسالك كالتحلية والخلوة واللقاء والوصال للارتماء في أحضان الحضرة الإلهية المعشوقة.
ويعجز الزمان والمكان واللغة عن أداء وظيفة التواصل بين الذات العاشقة و الآخرين أو تفسير التجربة القلبية والتعبير عنها. لذلك، يلتجئ السالكون إلى لغة الرمز والإضمار والحذف والحدس بسبب قصور هذه الآليات اللغوية والفضائية في التبليغ وتوصيل ماهو ذهني ووجداني وحركي.
وتبتدئ التجربة الصوفية القادرية بالتصلية على النبي صلى الله عليه وسلم ، والدعاء للصحابة رضوان الله عليهم ، والدعاء أيضا للقراء المخلصين وأئمة الحديث والمفسرين والعلماء الراشدين والسادة الصوفية المحققين والأولياء المباركين في مشارق الأرض ومغاربها. ومن هؤلاء المدعوين لهم سلطان الأولياء الشيخ عبد القادر الجيلاني، وأبي القاسم الجنيد البغدادي، والسري السقطي، والمعروف الكرخي، والحبيب العجمي، والحسن البصري، وأبي يزيد البسطامي، وبهاء الدين النقشبندي.... والدعاء كذلك للمؤمنين والآباء والأمهات وشيوخ العلم والمعرفة، | |
|
khadija Admin
عدد المساهمات : 234 نقاط : 513 السٌّمعَة : 7 تاريخ التسجيل : 15/02/2012
| موضوع: رد: ملامح عامة عن الطريقة القادرية البودشيشية الشريفة الأحد مارس 11, 2012 6:16 am | |
| | |
|