khadija Admin
عدد المساهمات : 234 نقاط : 513 السٌّمعَة : 7 تاريخ التسجيل : 15/02/2012
| موضوع: التمايل في حلقات الذكر عند الصوفية الإثنين مارس 05, 2012 1:55 pm | |
|
الإمام السيد الكبير أحمد الرفاعي قدس الله سره
قال رضي الله عنه: القوم سمعوا وطابوا ولكنهم سمعوا أحسن القول فاتبعوه، وسمعوا غير الحسن فاجتنبوه، تحلقوا وفتحوا مجالس الذكر وتواجدوا وطابت نفوسهم وصعدت أرواحهم، لاحت عليهم بوارق الإخلاص حالة ذكرهم وسماعهم، وترى أن أحدهم كالغائب على حال الحاضر، وكالحاضر على حال الغائب، يهتزون و لاتنشغل قلوبهم بسواه يقولون: الله، ولا يعبدون إلا إياه. يقولون: هو، وبه لا بغيره يتباهون، إذا غنّاهم الحادي يسمعون منه التذكار، فتعلوا همتهم في الأذكار.
ولك أن تقول يا أخي: الذكر عبادة، فما الذي أوجب أن يذكر في حلقته كلام العاشقين وأسماء الصالحين؟ ولكن يقال لك: الصلاة أجلُّ العبادات، يتلى فيها كلام الله، وفيه الوعد والوعيد ويقال في تحية الصلاة: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ما أشرك المصلي ولا خرج عن بساط عبادته، ولا عن حد عبوديته، وكذلك الذاكر سمع الحادي يذكر اللقاء، فطاب بطلب لقاء ربه: (من أحب لقاء الله، أحب الله لقاءه) أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي. سمع الحادي يذكر الفِراق، فتأهب للموت، وتفرَّغ من حـب الدنيا؛ (حب الدنيا رأس كل خطيئة) أخرجه البيهقي في الحادي والسبعين من الشعب، بإسناد حسن إلى الحسن البصري،
سمع الحادي يذكر الصالحين، فتقرب بحب أحباب الله إلى الله، هذه من الطرق إلى الله التي هي بعدد أنفاس الخلائق:
غنى بهم حادي الأحبة في الدجى فأطار منهم أنفساً وقلوبــاً
فأراد مقطوع الجنــاح بثينـة وهمو أرادوا الواحد المطلوبا
سمّى القوم الهزَّ بالذكر رقصاً !! إذا كان وارد الهزة من الروح، فنسبة الرقص للروح لا للجسم، وإلا فأين الراقصون؟ وأين الذاكرون؟ طلب هؤلاء حق، وطلب هؤلاء ضلال!
حق، وطلب هؤلاء ضلال! سارت مشرقة وسرت مغرباً
الراقصون كذّابون، والذاكرون مذكورون، وبين الملعون والمحبوب بوْن عظيم، إذا دخلتم مجالس الذكر فراقبوا المذكور واسمعوا بأذن واعية.
إذا ذكر الحادي أسماء الصالحين، فألزموا أنفسكم اتباعهم، لتكونوا معهم - (المرء مع من أحبّ) رواه البخاري، ورواه مسلم - أوجبوا عليكم التخلق بأخلاقهم، خذوا عنهم الحال، والوجد الحق الوجد الحق: وُجدان الحق. فها هو سيد الطائفة (الإمام السيد الكبير أحمد الرفاعي قدس الله سره) قد بين لنا صدق قصد الذاكرين حينما يهتزون في الذكر، بذلك من كل ما ينسب إليه وإلى أتباعه من الظنون الكاذبة والدعاوي الباطلة.
| |
|