admin Admin
عدد المساهمات : 311 نقاط : 880 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 14/02/2012 العمر : 57
| موضوع: التمايل في الذكر والمدائح الأربعاء فبراير 15, 2012 12:08 am | |
| وأما تمايل الذاكر في الذكر فهو حالة طبيعية وعادة فطرية، فطر اللّه الناس عليها وذلك إذا ما رأى شعيرة من شعائر اللّه تعالى أو آية من آيات عظيم قدرته أو بديع صنعته فإن الروح التي جعلها اللّه تعالى في عباده من المؤمنين تحن وتهيج إلى تلك العظمة الربانية فلا يسعها إلا الإضطراب والاهتزاز الخارج عن حالته العادية، هذا فيمن يشاهد آثار صفات الحق سبحانه وتعالى فكيف بمن ذكره سبحانه وردد اسمه تعالى على لسانه وقلبه كما وصفه تعالى ﴿إنما المؤمنون الذين إذا ذكر اللّه وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون. أولئك هم المؤمنون حقاً لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم﴾. روي سفيان عن السدي في قوله عز وجل ﴿الذين إذا ذكر اللّه وجلت قلوبهم﴾. قال: (إذا أراد أن يظلم مظلمة قيل له - اتق اللّه كف ووجل قلبه) - أي خاف - والوجل هو الخوف، ووصف اللّه المؤمنين في هذه الآية بالخوف والوجل عند ذكر اللّه تعالى لقوة إيمانهم ومراعاتهم لربهم، وكأنهم بين يديه. ونظيره هذه الآية ﴿وبشر المخبتين الذين إذا ذكر اللّه وجلت قلوبهم﴾ وقال تعالى ﴿وتطمئن قلوبهم بذكر اللّه﴾ فهذا يرجع إلى كمال المعرفة وثقة القلب والوجل الفزع من عذاب اللّه فلا تناقض وقد جمع اللّه تعالى بين المعنيين في قوله ﴿اللّه نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر اللّه﴾ أي تسكن نفوسهم من حيث اليقين إلى اللّه وإن كانوا يخافون اللّه. فهذه حالة العارفين باللّه الخائفين من سطوته وعقوبته فهذا وصف حالهم وحكاية مقالهم ومن لم يكن كذلك فليس على هديهم ولا على طريقتهم. وروى الترمذي عن العرباض بن الحديث. وسأل رجل الحسن (أي البصري) فقال: يا أبا سعيد، أمؤمن أنت؟ فقال له: الإيمان إيمانان، فإن كنت تسألني عن الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والجنة والنار والبعث والحشر والحساب فأنا مؤمن به، وإن كنت تسألني قوله تبارك وتعالى: إنما المؤمنون الذين إذا ذكر اللّه وجلت قلوبهم - إلى قوله - أولئك هم المؤمنون حقاً فو اللّه ما أدري أنا منهم أم لا، وقال أبو بكر الواسطي: من قال: أنا مؤمن باللّه حقاً، قيل له: الحقيقة تشير إلى إشراف واطلاع وإحاطة، فمن فقدهم فقد دعواه فيه. وقد جاء في مجمع الزوائد عن عبداللّه بن عقبة: (كان أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يتمايلون في الذكر كما يمايل الريح الأشجار). فقد عرفت مما قدمنا أن الخوف والفزع يحصل للقلب عند وجود ما يحصل للشخص ما يكون سبباً لذلك وأيضاً عند حصول ما لم يألفه من قبل كما يحصل لكل انسان عند ذلك وإذا حصل للقلب الخوف والفزع يحصل الإضطراب لجميع الجسم فيرتعد لذلك وتضطرب أعصابه وهذا في كل بشر كما حصل لحضرته صلى الله عليه وسلم في بدء الوحي من قوله الشريف للسيدة خديجة رضي اللّه تعالى عنها (دثروني دثروني) وأيضاً عند فترة الوحي من قوله: اللّهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين (زملوني زملوني رأيت الذي جاءني بحراء ساداً الأفق) فالوجل إذا حصل للقلب يحصل الأضطراب لجميع الأعصاب، لأن القلب للجسم كعمود الرمي فبأقل حركة منه تحرك جميع الجسد فإذا عرفت ذلك فاعرف أنه لا يحركه إلا أحد شيئين وهو الفزع أو السرور وحركة الفزع والخوف لها حالة خاصة، وحركة السرور لها أحوال عند صاحب القلب وهي أشد من الأولى لما في ذلك من فيض الفياض الكريم فيكون هذا عند صاحبه خير من الدنيا وما فيها ولقد شاهدنا العبد الصالح يقول واللّه لو ختم لي على الإيمان لرقصت قبل الموت بأيام، وإن أيامه قربت للآخرة وجاء بعد أيام وهو جالس مع الناس فقام وأخذ عصاه ووقف في الشارع يرقص ويقول: ختم لي بالإيمان ووصل منزله ومات رحمة اللّه تعالى عليه وعلى جميع المسلمين. ومن الوجل الذي يحصل للقلب المغامرة الشديدة والإغلاق الفادح الذي لا يعرف صاحبه ما خرج منه من الكلام وهو الغضب الشديد حتى أن الشارع الشريف لم يؤاخذه بما يصدر عنه. روى أبو داود في سننه أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: (لا طلاق في إغلاق) قال الخطابي شارحه عقب الرواية كأنها من المتن أي في غضب يعني أن من دواعي اهتزاز الجسد شدة الغضب بل أحيانا يكون صاحبه في منتهى الرعشة فإذا كانت هذه دواعي الاهتزاز للجسم أفلا يكون الفرح من أكبر دواعي الاضطراب والرقص وخاصة إذا كان فجأة كما قال العارف: هجم السرور عليً حتى أنه من فرط ما قد سرني أبكاني فالفرح تحصل منه انفعالات في القلب تحصل منها الاضطرابات الجسمانية فيحصل الرقص وما هو أكثر من الرقص فما بالك بالذاكر لله تعالى المتعلق قلبه به سبحانه فإنه يكون أعلى وأرقى في الفرح والسرور ويكون صاحبها أكثر اضطراباً وتمايلاً لأن الذكر له لذة عجيبة وطرب غريب فإذا ما سمع المنشد وكان جالساً هام وقام ونزل الذكر مهتزاً متمايلاً من غير قصد ألا ترى أن الخيل إذا سمعت الطبل ترقص في مربطها والإبل بالغناء كما في حديث أنجشة وفي الواقع أن المسألة مسألة شعور وإحساس كما قال: لا يعرف الشوق إلا من يكابده ولا الصبابة إلا من يعانيهــا فإذا كان الحيوان الأعجم يهتز للطرب أفلا يهتز الإنسان للذكر؟ لا يعرف هذا إلا من ذاق وعرف كما قال سيدي أبي يزيد البسطامي: من ذاق طعم شراب القوم يدريه ومن دراه غدى بالروح يشريـه وقال سيدي أبو مدين الغوث شيخ سيدي محيي الدين بن العربي: إذا هتزت الأرواح شوقاً إلى اللقا ترقصت الأشباح يا جاهل المعنى | |
|
khadija Admin
عدد المساهمات : 234 نقاط : 513 السٌّمعَة : 7 تاريخ التسجيل : 15/02/2012
| موضوع: رد: التمايل في الذكر والمدائح الأحد مارس 11, 2012 7:10 am | |
| | |
|